أضافت الهيئة “باستثناء موظّفي الاستجابة للحالات الطارئة وموظّفي تأمين سبل العيش، ينصح بعدم الخروج الى الشارع” موضّحة أنّ “المدينة ستفتح جميع الملاجئ ليتمكّن الجميع من الاحتماء فيها”.
بات الإعصار الكبير ساولا يهدّد الجمعة بضرب جنوب الصين مع رياح تعتبر الأقوى في المنطقة على الإطلاق، ممّا أرغم سكّان مدينتي هونغ كونغ وشنتشن على الاحتماء.
أصدرت الصين القارّيّة تحذيرًا بأعلى المستويات الخميس مع اقتراب الإعصار الكبير الّذي بحسب وسائل الإعلام الحكوميّة سيصل إلى اليابسة “في المناطق الساحليّة الممتدّة من هويلاي إلى هونغ كونغ” بعد ظهر الجمعة أو ليل الجمعة السبت.
وأعلنت مقاطعة غوانغدونغ حال الطوارئ من المستوى الأوّل وهو الأعلى بسبب الرياح. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إنّ وزارة النقل الصينيّة نشرت 16 سفينة إنقاذ وتسع مروحيّات إنقاذ في المناطق الّتي قد يضربها الإعصار.
وقرّرت مدينة شنتشن (جنوب) الّتي يبلغ عدد سكّانها 17,7 مليون نسمة “إغلاق المكاتب والمتاجر والأسواق اعتبارًا من الساعة 16,00 (08,00 ت غ) وتعليق وسائل النقل العامّ اعتبارًا من الساعة 19,00” بحسب بيان صادر عن هيئة إدارة الطوارئ حذّرت فيه من أنّ الإعصار “قد يسبّب عاصفة قويّة في المدينة”.
وأضافت الهيئة “باستثناء موظّفي الاستجابة للحالات الطارئة وموظّفي تأمين سبل العيش، ينصح بعدم الخروج الى الشارع” موضّحة أنّ “المدينة ستفتح جميع الملاجئ ليتمكّن الجميع من الاحتماء فيها”.
وأغلقت هونغ كونغ المجاورة البورصة ومدارسها الجمعة وألغت كلّ رحلاتها.
وعند قرابة الساعة 02,40 أصدر المركز الماليّ انذارًا من المستوى T8 على مقياس من عشر درجات، وأعلنت البورصة أنّه “سيتمّ إلغاء جلسات التداول الصباحيّة لجميع الأسواق”.
وقال مركز الأرصاد الجوّيّة في المدينة إنّ الاعصار ساولا كان على بعد 180 كيلومترًا شرق وجنوب شرق هونغ كونغ قرابة الساعة 11,00 (03,00 ت غ).
وذكر المرصد أنّ الإعصار الكبير قد يلتفّ حول المنطقة الّتي تبعد أقلّ من 100 كيلومتر إلى الجنوب، ويسبّب عاصفة حول ميناء فيكتوريا.
وأضاف “قد تكون هناك فيضانات عنيفة” موضّحًا أنّ المناطق الساحليّة الشرقيّة قد تشهد مستويات مياه مماثلة لتلك الّتي سبّبها الإعصار مانغخوت في عام 2018 حين أصيب أكثر من 300 شخص في هونغ كونغ.
وأضاف المرصد أنّ الإعصار الكبير سيكون مصحوبًا بـ”أمطار غزيرة ورياح عاتية”، موضّحًا أنّ الطقس “سيتدهور بسرعة” طوال اليوم.
وتمّت حماية واجهات ونوافذ المتاجر والمنازل باشرطة لاصقة في جميع أنحاء هونغ كونغ تحسّبًا للإعصار، في حين قامت مباني المكاتب القريبة من ميناء فيكتوريا بتحصين المداخل لمنع الأضرار الناجمة عن المياه.
وقالت هيئة مطار هونغ كونغ إنّ الرحلات المغادرة صباحًا كانت “طبيعيّة في معظمها”، ولكن اعتبارًا من الساعة 14,00 بالتوقيت المحلّيّ “ألغيت معظم الرحلات القادمة والمغادرة”.
واعلن وينغ يونغ المدير العامّ للعمليّات في قاعة هيئة الطيران “حتّى الآن تمّ إلغاء 366 رحلة وتأخير 40 (…) بفضل دعم شركات الطيران ومقدمي الخدمات المختلفين لدينا، تمكّنا من تأمين 600 رحلة جوّيّة بشكل طبيعيّ اليوم”.
وكانت كاثي باسيفيك شركة طيران هونغ كونغ ألغت جميع رحلاتها من وإلى هونغ كونغ بين الساعة 06,00 ت غ الجمعة والساعة 02,00 ت غ السبت.
وأعلنت شركة طيران “هونغ كونغ اكسبرس” المنخفضة الكلفة التابعة لها، أنّها ألغت 70 رحلة الجمعة والسبت من وإلى هونغ كونغ.
وقالت السلطات في ماكاو المنطقة المجاورة لهونغ كونغ إنّها تدرس إمكانيّة إصدار تنبيه بمستوى T8 السبت.
من ناحية أخرى، استغلّ راكبو الأمواج قوّة الرياح الّتي يتوقّع أن تصل سرعتها إلى 63 كلم في الساعة لممارسة رياضتهم المفضّلة مع امواج عاتية ناتجة عن اقتراب الإعصار.
ومن النادر أن يضرب إعصار هونغ كونغ بشكل مباشر، لكنّ المرصد قال إنّه “سيقيم الحاجة لإصدار إشارات تحذيريّة أعلى من الأعاصير المداريّة” مساء.
وكثيرًا ما يتعرّض جنوب الصين للأعاصير الّتي تتشكّل في المحيطات الدافئة شرق الفيليبين في الصيف والخريف ثمّ تتّجه غربًا.
على الرغم من أنّها قادرة على احداث اضطرابات موقّتة في المدن مثل هونغ كونغ وماكا، إلّا أنّ الأعاصير تسبّب عددًا أقلّ بكثير من الضحايا والأضرار، وذلك بفضل معايير البناء الأكثر صرامة وأنظمة إدارة الفيضانات المطوّرة.
وبسبب مرور الإعصار ساولا مطلع الأسبوع في شمال الفيليبين، نزح آلاف الأشخاص ولم يتمّ الإبلاغ عن ضحايا.