وصل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم الثلاثاء إلى مصر في أول زيارة خارجية له منذ بدء المواجهات المسلحة في السودان قبل نحو 5 أشهر، في وقت يستمر فيه القتال بين الجيش السودانيوقوات الدعم السريع في الخرطوم ومناطق أخرى.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن السيسي استقبل البرهان في مطار العلمين، كما نشرت الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية صورا لوصول البرهان.
وكان مجلس السيادة السوداني قال -في بيان- إن رئيس المجلس سيجري خلال الزيارة مباحثات مع الرئيس المصري تتناول تطورات الأوضاع في السودان والعلاقات بين البلدين وسبل تعزيز دعمها وتطويرها.
ويرافق رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان خلال زيارته إلى مصر وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ومدير عام منظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ميرغني إدريس سليمان.
وفي وقت سابق، أفاد مجلس السيادة الانتقالي بأن رئيسه اجتمع أمس الاثنين في مدينة بورتسودان (شرق السودان) مع أعضاء الحكومة المكلفة وبحث معهم أداء الجهاز التنفيذي بالبلاد خلال المرحلة الماضية والملامح العامة لخطط وبرامج الحكومة.
ونقل وزير الثقافة والإعلام السوداني غراهام عبد القادر عن البرهان قوله إن البلاد ستعتمد على مواردها الذاتية لمواجهة المخاطر، وشكر الشعب السوداني على التفافه حول الجيش لدحر ما وصفه بالتمرد الغاشم.
ويعد هذا الاجتماع الأول لرئيس مجلس السيادة مع الحكومة بشكل مباشر منذ اندلاع المواجهات في البلاد منتصف أبريل/نيسان الماضي.
كما قال إعلام مجلس السيادة السوداني إن رئيس المجلس التقى في بورتسودان وفدا شعبيا من ولاية غرب دارفور يضم رموزا مجتمعية وإدارات أهلية وقيادات شبابية برئاسة سعد عبد الرحمن بحر الدين، سلطان “دار مساليت”.
ووفق المصدر، تناول اللقاء أوضاع اللاجئين السودانيين في تشاد والجهود الجارية لإيصال المساعدات الإنسانية لهم. وقال السلطان سعد بحر الدين إنه نقل لرئيس مجلس السيادة الحاجة الماسة لهؤلاء اللاجئين للضرورات من غذاء ومأوى.
البرهان وحميدتي
وكان رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قد قال في وقت سابق إنه لا مكان لحوار مع من سماهم متمردين وخونة، ونفى وجود أي صفقة لخروجه من الخرطوم.
من جانبه، قال مالك عقار، نائب البرهان، إن رؤساء دول وحكومات أبدوا تفهمهم ودعمهم للشرعية في السودان في لقاءاته بهم خلال جولته الخارجية.
وأضاف عقار أن رؤساء دول وحكومات أكدوا أنهم لن يتعاملوا مع شؤون السودان إلا عبر الحكومة السودانية.
وكان المسؤول السوداني زار مؤخرا دولا عدة بينها روسيا وإثيوبيا ومصر.
في الجانب الآخر، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي في سياق الحديث عن رؤيته لأي تسوية قادمة إن نظام الحكم الأنسب للسودان يجب أن يكون فدراليا.
قتلى بدارفور
ميدانيا، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان ومصدر طبي اليوم الثلاثاء أن 39 شخصا على الأقل قتلوا جراء قصف على منازل مدنيين في حي السكة الحديد في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور (غرب السودان)، وذلك خلال اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت المصادر إن معظم القتلى من النساء والأطفال وبينهم أسرة قتل كل أفرادها.
من جهته، أفاد مراسل الجزيرة الطاهر المرضي بأن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني حلق بكثافة صباح اليوم في سماء الخرطوم وأن قوات الدعم السريع ردت بإطلاق نيران المضادات الأرضية.
وأشار المراسل إلى أن المعارك لم تحسم بعد حول عدد من المواقع العسكرية الإستراتيجية بينها سلاح المدرعات وسلاح المهندسين.
يذكر أن المواجهات المستمرة بين الجيش والدعم السريع أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 5 آلاف شخص، وفق منظمة “أكليد” غير الحكومية.
كما أجبر القتال أكثر من 4.6 ملايين شخص على الفرار، وفق أحدث الإحصاءات التي تنشرها الأمم المتحدة.