هدم 20 منزلا بعد اقتحام البلدة واعتقال نحو 40 شابا وحجز كبار السن والنساء والأطفال، يعيد أهالي قرية صرفند العمار إلى مشاهد النكبة، إثر استهداف منازلهم المقامة على أرض بملكيتهم الخاصة من قبل عام 1948.
استيقظ أهالي قرية صرفند العمار، فجر الثلاثاء، على أكثر من 200 شرطي يحاصرون قريتهم الصامدة في مكانها بهدف هدم منازل القرية المقامة قبل عام 1948. ولحظة اقتحام القرية، قامت القوات الإسرائيلية باعتقال حوالي 40 شابا واحتجاز كبار السن والنساء والأطفال في مكان ما، ونفذت آليات الهدم الإسرائيلية عملياتها التي استهدفت 20 منزلا في صرفند العمار، بحجة البناء غير المرخص، رغم أن أهالي القرية يملكون وثائق ملكية للأراضي التي يعيشون عليها منذ سنوات.
تقع قرية صرفند العمار قضاء الرملة واللد، في محاذاة مستشفى “أساف هروفيه”، حيث أقيم معسكر للجيش على أنقاضها، وتحيط بالقرية جدران ضخمة تحاصرها من كل اتجاه. وحول الدمار الذي خلفه اعتداء السلطات الإسرائيلية تحدث أهال من صرفند العمار عن مشاهد الهدم التي أعادتهم إلى النكبة.
وعن يوم الاعتداء، قال سامي أبو العبد أبو لبدة، “فوجئنا (الثلاثاء) باقتحام آليات الهدم الإسرائيلية حي وقرية الصرفند بمشاركة ألف شرطي من وحدات خاصة بالإضافة إلى أكثر من مئتي مركبة شرطية مختلفة، قوات كبيرة ومدججة، وذلك بمشاركة ما يسمى بوزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير”.
وأوضح أنه “عندما وصلت هذه القوات المدججة أول ما قامت به هو اعتقال جميع الشبان، قرابة 40 شابا من قرية الصرفند، ومن ثم قاموا باحتجاز كبار السن والنساء والأطفال، وسط حراسة مشددة”.
استعدادات الأطفال للمدرسة دُفنت بين الحطام
وأضاف أبو لبدة “عندما تم احتجاز كل أهالي القرية وفرضت الرقابة عليهم، بدأت القوات الإسرائيلية والجرافات بتدمير المنازل؛ هدموا أكثر من 20 منزلا، لم يسمحوا لنا بإخراج شيء من المنازل، ملابسنا اندفنت بين الحطام، وحلي نسائنا وكتب الأطفال المقبلين على عام دراسي جديد. حاولنا إخراج حلي النساء وكتب الأطفال بعد الدمار، ولكن دون فائدة كل شيء دفن بين الحطام”.
وعن قرية الصرفند، أوضح أبو لبدة أنه “نحن نتواجد في هذه القرية منذ أكثر من 80 عامًا، وهنا كانت تسكن والدتي في بيت عمره أكثر من 200 عام وبيوت هذا المنزل كانت مميزة، نحن نسكن هنا منذ عشرات السنوات، والدتي تزوجت وسكنت هنا وشقيقتي البكر عمرها 60 عامًا، نحن هنا من قبل قيام الدولة”.
التفاف على قرار المحكمة
وأوضح أبو لبدة “نحن نسكن هنا منذ عشرات السنوات ولم يتمكنوا من تهجيرنا سابقًا لأننا نملك وثائق ثبوتية بهذه الأرض أرضنا الخاصة، لذلك لم يتمكنوا من اقتلاعنا من قبل، ولكن ما حصل هو التفاف على قرار المحكمة، إذ قاموا بالهدم قبل انتهاء المهلة التي منحتنا إياها المحكمة”.
وفي ختام حديثه، لفت أبو لبدة إلى أن “170 مواطنا يسكنون في قرية الصرفند، ومعظم هؤلاء المواطنين الآن دون مأوى. أطفال ونساء وشيوخ دون مأوى. قامت الشرطة أيضًا بقطع الكهرباء عن الحي بأكمله، وقاموا بتخريب خط الكهرباء الرئيسي حتى لا نتمكن من صيانته”.
دمار شامل
قال الناشط مروان أبو حبيب الوحيدي من مدينة اللد، إن “ما حصل في قرية صرفند هو دمار شامل وكسر عائلة بأكملها فيها نساء وكبار بالسن وأطفال وشيوخ، ومن خلال ما قاموا به يحاولون تهجير القرية والعائلة”.
وأضاف أن “كل ما تقوم به هذه الدولة هو من أجل أن يبقى المواطن العربي بالقاع وتمنع يتقدم، وهذا ليس فقط في قرية الصرفند وإنما في جميع المناطق وهذا ما نلاحظه في اللد والرملة وكل مكان في البلاد، يحاولون تدميرنا كي لا نتقدم أبدًا، ومن بين كل 3 منازل في اللد والرملة هناك منزل مهدد بالهدم، وكل هذا من أجل تضييق الخناق على المواطن العربي”.
وعن مدى تأثير الهدم على الأهالي، قال أبو حبيب إنه “يوجد تأثير كبير لما يحصل على نفسية الأطفال، كانوا يستعدون للعودة إلى المدارس، ولكن كل استعدادات الأطفال اندثرت بين ركام المنازل، حيث دفنت سعادتهم”.