هبوط المركبة الفضائيّة الهنديّة "تشاندريان 3" على القمر
قابل فنيو المهمة بهتافات الفرح وبالتصفيق إعلان منظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO) في مقرها الرئيسي بأن “شاندرايان-3 هبطت بنجاح على سطح القمر”.
نجحت المركبة الفضائية الهندية، بالهبوط على سطح القمر بسلام، اليوم الأربعاء، بحسب ما أكّدت منظمة أبحاث الفضاء الهندية، الأمر الذي وصفه رئيس الوزراء ناريندرا مودي بأنه “يوم تاريخي”.
وقابل فنيو المهمة بهتافات الفرح وبالتصفيق إعلان منظمة أبحاث الفضاء الهندية (ISRO) في مقرها الرئيسي بأن “شاندرايان-3 هبطت بنجاح على سطح القمر”.
وبدأت المركبة الهندية هبوطها النهائي اليوم، نحو القطب الجنوبي غير المستكشف للقمر، بعد أيام من تحطم مسبار روسي في المنطقة نفسها.
وقبل الهبوط التام، أعلنت منظمة أبحاث الفضاء الهندية، أن “الهبوط قد بدأ”، ما قوبل بالهتاف والتصفيق كذلك.
وكتب مودي عبر منصة “إكس” “يوم تاريخي لقطاع الفضاء الهندي”.
ويأتي إنجاز البرنامج الفضائي الهندي الذي يشهد ازدهارا، بعد أربع سنوات على فشل كبير، بعدما فقد الفريق على الأرض الاتصال بالمركبة قبل وصولها إلى القمر.
وتضمّ “شاندريان-3” التي طورتها المنظمة الهندية للبحث الفضائي (ISRO)، جهاز الهبوط “فيكرام” (الشجاعة باللغة السانسكريتية) والروبوت المتحرك “برغيان” (الحكمة) لاستكشاف سطح القمر.
وتأتي هذه المهمة بعد أيام قليلة على تحطم المسبار “لونا-25” وهو الأول الذي ترسله روسيا إلى القمر منذ العام 1976.
وتعتبر مهمة “شاندريان-3” التي أطلقت قبل ستة أسابيع، أبطأ من مهمات “أبولو” الأميركية المأهولة في الستينيات والسبعينيات التي وصلت إلى القمر في غضون أيام قليلة.
فالصاروخ الهندي أقل قوة من صاروخ “ساترن 5” المستخدم في برنامج أبولو القمري الأميركي. وقد اضطر إلى الدوران خمس إلى ست مرات حول الأرض لزيادة سرعته قبل أن يسلك مساره باتجاه القمر، والذي يستغرق شهرا.
وانفصل “فيكرام” عن صاروخ الدفع الأسبوع الماضي وهو ينقل صورا عن سطح القمر منذ دخوله مدار القمر في الخامس من آب/ أغسطس.
ورأى الرئيس السابق لوكالة الفضاء الهندية، ك. سيفان، أن الصور الأخيرة التي أرسلتها المهمة تظهر أن المرحلة النهائية من الرحلة ستكلل بالنجاح.
وأوضح لوكالة “فرانس برس”، الإثنين الماضي، أن “هذا يشجعنا على القول إن المهمة ستنجح في الهبوط من دون مشاكل”.
وأضاف سيفان أن ISRO أدخلت تعديلات إثر الفشل الذي منيت به قبل أربع سنوات. وفقد يومها العلماء الاتصال بالمركبة القمرية قبل لحظات من هبوطها على سطح القمر.
وقال إن “شادريان-3 سيقوم بمهمته بمتانة أكبر نحن واثقون ونتوقع أن تسير الأمور على ما يرام”.
وعشية عملية الهبوط أشارت ISRO عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى أن عملية الهبوط على سطح القمر تسير على ما يرام، وإلى أن مركز التحكم بالمهمة “مفعم بالطاقة والحماسة”.
وأضافت الوكالة عبر منصة “إكس”، أن “الملاحة تتواصل بهدوء”.
وتبقى ميزانية البرنامج الفضائي الهندي متواضعة مع أنها زادت بشكل ملحوظ منذ المحاولة الأولى لوضع مسبار في مدار القمر في العام 2008.
وتبلغ كلفة المهمة الهندية هذه 74,6 مليون دولار، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية، وهي أقل بكثير مقارنة مع مهمات دول أخرى.
ويفيد خبراء في القطاع أن الهند تنجح في إبقاء الكلفة متدنية من خلال نسخ التكنولوجيا الفضائية المتوافرة وتكييفها لأغراضها الخاصة، بفضل وفرة المهندسين المؤهلين الذين يتلقون أجرا أقل بكثير من زملائهم الجانب.
وكلفت محاولة الهبوط السابقة على سطح القمر في 2019 تزامنا مع الذكرى الخمسين لأول مهمة لرائد الفضاء الأميركي، نيل أرمسترونغ، على سطح القمر، 140 مليون دولار أي تقريبا ضعف كلفة المهمة الحالية.
وكانت الهند أول بلد آسيوي يضع قمرا اصطناعيا في مدار المريخ في آذار/ مارس. ويفترض أن ترسل مهمة مأهولة تستمر ثلاثة أيام إلى مدار الأرض بحلول السنة المقبلة.
وقال سيفان إن جهود الهند لاستكشاف القطب الجنوبي للقمر، ستشكل مساهمة “كبيرة جدا” في المعرفة العلمية.
ووحدها روسيا والولايات المتحدة والصين نجحت في الهبوط بشكل مضبوط على سطح القمر.