كشف مركز حقوقي عراقي مستقل عن وفاة نزيل بسجن التاجي شمالي بغداد تحت التعذيب بطريقة مروعة، في ظل ورود تقارير عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان داخل السجون العراقية.
ووثق مركز جرائم الحرب وهو مركز حقوقي مستقل معنيٌّ بانتهاكات حقوق الإنسان عبر حسابه بتويتر السبت الماضي، مشاهدَ مروّعةً من تعرض النزيل عبد الجبار عبد الحسين لما وصفه بالتعذيب في سجن التاجي.
وقال المرصد في تدوينته، “مقطع مسرب لأحد ضحايا التعذيب في سجن التاجي المركزي يظهر المعتقل يدعى “جبار” قد تعرض للتعذيب”.
وأظهر المقطع مشاهد مروعة من انتشار كدمات دامية وأخرى اخترقت جسد النزيل جبار وهو مستلقٍ على الأرض ينازع الموت، في حين غطت الدماء فمه وانسلخ جلده من رقبته حتى منتصف صدره.
وعلى وقع ذلك، وجه وزير العدل العراقي خالد شواني بتشكيل لجنة تحقيقية للوقوف على تفاصيل الحادثة، مشددا على عدم التهاون بحق من يثبت تقصيره.
وقالت دائرة الإصلاح في بيان توضيحي بخصوص الحادثة، إن النزيل عبد الجبار الذي ظهر في الفيديو كان يعاني من مرض مناعي نادر، وقد اُرسل عدة مرات إلى المستشفيات لغرض تلقي العلاج وفقا للتقارير الطبية والإحالات المرفقة مع البيان، نافية أن تكون الوفاة نتيجة التعذيب مطلقًا.
وأضافت دائرة الإصلاح أن الكوادر الطبية التابعة لوزارة الصحة بذلت جهدا استثنائيا في سبيل علاج النزيل لغرض تحسين حالته الصحية واستجابته للعلاج، مؤكدة في الوقت ذاته وقوفها ضد أي ممارسة تتعارض مع حقوق الإنسان للنزلاء.
وأرفقت دائرة الإصلاح التقارير الطبية عن حالة النزيل المتوفى، حيث تظهر التقارير تشخيص مستشفى الكرخ العام أن النزيل مصاب بـ”تقرحات جلدية متعددة غير معروفة السبب واشتباه بمرض مناعي”، بحسب ما ورد في التقرير.
وفي اتصال مع وكالة سند للرصد والتحقق في شبكة الجزيرة، فنَّد مدير مركز جرائم الحرب، عمر إبراهيم فرحان، رواية وزارة العدل عن الوفاة بسبب المرض. وقال إن المشاهد الواردة في الفيديو تؤكد تعرضه للتعذيب، قائلا: “إذا كان مرضا معديا لماذا يقف النزلاء عنده؟”.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة حوادث انتهاك حقوق الإنسان في السجون العراقية وما يصاحبها من إهمال في توفير الخدمات للنزلاء.