شهادة أحد ضحايا جريمة إطلاق النار التي راح ضحيتها المدير العام لبلدية الطيرة، عبد الرحمن قشوع؛ يروي خلالها تفاصيل الجريمة، بدءا من إطلاق النار على مركبة الضحايا، انتهاء بانسحاب الجناة قرب محطة الشرطة. ويتحدث عن قشوع، هل كان مهددا؟
لحظات عصيبة يرويها محمد دعاس الذي أصيب بجريمة إطلاق النار التي ارتكبت في مدينة الطيرة أمس، وراح ضحيتها المدير العام للبلدية، عبد الرحمن قشوع، في حديث خاص ، كشف خلالها عن تفاصيل الجريمة منذ لحظة إطلاق النار حتى هروب الضحايا إلى محطة الشرطة.
ويؤكد دعاس أن قشوع هو الشخص الذي كان مستهدفا بإطلاق النار، وأن الجناة أرادوا قتله في الجريمة التي أصيب فيها هو نفسه (دعاس) بجروح طفيفة، في حين أصيب شخص ثالث بجروح خطيرة.
كانت الساعة حوالي العاشرة مساء، بعد صلاة العشاء، حين توجه قشوع برفقة دعاس وشخص ثالث للمشاركة في اجتماع انتخابي في الطيرة، وقبيل الوصول توقف دعاس الذي كان يقود المركبة، في محطة وقود في المدينة.
وبعد خروجه من محطة الوقود، وتحديدا عند المفرق الأول، اقتربت مركبة تقل ملثما واحدا على الأقل إلى المركبة التي كان يقودها دعاس، وبدأ بإطلاق الرصاص بكثافة على ودعاس ومن معه، وتحديدا على الضحية عبد الرحمن قشوع.
استمر دعاس بقيادة المركبة على الرغم من إصابته في محاولة للهرب من المجرمين إلى محطة الشرطة لطلب الحماية.
وفي هذه الأثناء، استمرت المركبة الأخرى في مطاردته وتواصل إطلاق النار؛ وقبيل اقترابهم من محطة الشرطة انسحبت مركبة الجناة، فيما كان قشوع ينزف وهو بحالة حرجة، قبل أن يتوفى لاحقا في مستشفى “مئير”.
وحول التفاصيل، قال دعاس: “سمعت صوت تكسُّر زجاج المركبة، لم نعرف ما القصة، استمر إطلاق النار بكثافة”.
وتابع “أذكر أن الرصاص أطلق علينا من أكثر من سلاح، أردت الهروب باتجاه محطة الشرطة التي تبعد على الأقل مسافة ثلاثة كيلومترات، لا أعلم كيف تمكنت من الوصول إلى هناك”.
واستطرد “حين وصلنا إلى المحطة نزلت أنا والمصاب الآخر، ولكن عبد الرحمن لم ينزل يبدو أنه كان بحالة حرجة”.
وأضاف “بعد أن نزلنا بدأت بمعالجة المصاب وهو ينزف من قدمه بصورة شديدة. أنا كنت مصابا كذلك ولكن إصابتي كانت أقل خطورة من إصابته، في البداية لم أعلم حتى أني أصبت، لم نفهم ما يدور من حولنا من أثر الصدمة”.
واستدرك قائلا: “عبد الرحمن لم يكن مهددا أو على الأقل لم يبد لي أن الأمر كذلك”.
وتابع “كان يتجول بحرية ويخرج إلى صلاة الفجر مشيا على الأقدام ويعود من الصلاة مشيا في كثير من المناسبات؛ يدخل البيوت المختلفة في الطيرة بصورة يومية، لو كان مهددا لما كان ليمارس حياته بهذه الراحة”.
وأضاف أنه “منذ الأمس لم تغفُ عيناي، لا أصدق حتى هذه اللحظات أن عبد الرحمن قتل بهذه الطريقة”.
واعتبر أن “ما يحصل في المجتمع العربي أمر غير معقول، ولا أعلم إلى أين نريد أن نصل، أن نقتل شخصيات مثل عبد الرحمن، لا يوجد كلمات حقيقية يمكنها أن تصف الحال الذي وصلنا إليه، ولا أن توصف هذا الواقع الأليم”.
وتابع “عبد الرحمن كان صديقي، يحب مساعدة الآخرين، معروف لدى الجميع في نشاطه في البلدية وفي الطيرة في الجانب الاجتماعي والسياسي، ومعروف، كان إنسانا معطاء خسرته الطيرة وعائلته والمجتمع العربي”.