تواصلت هجمات الطائرات المسيّرة في العمق الروسي؛ حيث توقفت الملاحة لفترة وجيزة في مطارات موسكو اليوم الثلاثاء، وفي حين تشتد المعارك في أوكرانيا على جبهة زاباروجيا جنوبي البلاد، وقد أعلنت كييف تقدم قواتها هناك، بينما أعلنت موسكو اليوم الثلاثاء أنّها دمّرت زورقين حربيين أوكرانيين في البحر الأسود.
وأعلنت روسيا اليوم إسقاط 4 طائرات مسيّرة أوكرانية حاولت مهاجمة أراضيها، منها اثنتان في مقاطعة موسكو.
وقال حاكم مقاطعة موسكو إن منظومات الدفاع الجوي اعترضت المسيّرتين غرب العاصمة وشمال غربها، وأسفر تحطمهما عن أضرار بأحد المباني السكنية من دون وقوع إصابات في الأرواح.
من جهتها، أعلنت هيئة الطيران الروسية عودة الرحلات الجوية إلى مطارات موسكو بعد فرض قيود عليها لأسباب أمنية وتوجيه الرحلات نحو مطارات بديلة.
في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت طائرتين مسيرتين أخريين في مقاطعة بريانسك على الحدود مع أوكرانيا.
وكثفت أوكرانيا في الآونة الأخيرة من وتيرة هجماتها في العمق الروسي باستخدام المسيرات.
معارك البحر الأسود
وأعلنت روسيا اليوم الثلاثاء أنّها دمّرت سفينتَين حربيتين أوكرانيتين في البحر الأسود، في أحدث مواجهة في الممرّ المائي منذ انسحاب موسكو من اتفاق مهمّ لتصدير الحبوب الأوكرانية في يوليو/تموز الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية على تطبيق تليغرام إنّ طائرة سوخوي إس يو-30 تابعة لها دمّرت “زورق استطلاع” تابعا للقوات المسلحة الأوكرانية في “منطقة مرافق لإنتاج الغاز الروسي في البحر الأسود”.
ولم يكشف البيان أيّ تفاصيل بشأن نوع الزورق الذي دُمّر أو مكان الهجوم الذي يأتي بعد وصول أول سفينة شحن مدنية أبحرت في البحر الأسود من أوكرانيا إلى إسطنبول، وذلك في تحد للحصار الروسي.
وفي وقت لاحق، تحدثت الوزارة عن تدمير زورق ثان، قائلة على تليغرام “دمّرت طائرة تابعة للقوات المسلّحة الروسية زورقا سريعا أميركي الصنع طراز ويلارد سي فورس كانت على متنه مجموعة إنزال تابعة للقوات المسلّحة الأوكرانية” شرق جزيرة الأفعى.
ضربة أوكرانية
وقالت الاستخبارات العسكرية البريطانية اليوم الثلاثاء إن إحدى الهجمات بالطائرات المسيرة السبت الماضي قد دمرت على الأرجح قاذفة روسية أسرع من الصوت بعيدة المدى من طراز تو-22 إم 3.
وذكرت في إفادة دورية بشأن الحرب في أوكرانيا أن الهجوم على القاذفة في قاعدة سولتسي 3 الجوية في مقاطعة نوفغورود الروسية على بعد 650 كيلومترا عن حدود أوكرانيا قد يكون ثالث هجوم ناجح على الأقل على مطارات الطيران طويل المدى.
وأضافت أنه “يثير تساؤلات حول قدرة روسيا على حماية مواقع إستراتيجية في عمق أراضيها”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت السبت أن طائرة مسيرة أوكرانية هاجمت مطارا عسكريا في نوفغورود وتسببت في إلحاق أضرار بإحدى القاذفات من دون ذكر تفاصيل، مشيرة إلى أن قواتها أسقطت المسيّرة بنيران أسلحة صغيرة من دون وقوع إصابات.
ويعتقد خبراء عسكريون غربيون أن روسيا تملك نحو 60 قاذفة من هذا الطراز، وتقول كييف إنها تستخدمها لقصف أهداف في أنحاء أوكرانيا.
من ناحية أخرى، دافعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن الهجمات التي تشنها أوكرانيا على العاصمة الروسية، ورأت أنها تتوافق مع القانون الدولي.
وقالت بيربوك في مؤتمر صحفي ردا على سؤال بشأن هجمات المسيرات إن “روسيا تهاجم أوكرانيا، وبالتالي تملك أوكرانيا حقا قانونيا في الدفاع عن نفسها”.
معارك الجنوب
وفي تطورات ميدانية أخرى، قال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية أندريه كوفاليف إن قوات بلاده حققت نجاحات في هجومها بمنطقة روبوتينو في مقاطعة زاباروجيا (جنوب).
وأوضح المتحدث أن القوات الأوكرانية تقدمت في اتجاه روبوتينو “وثبتت مواقعها عند الحدود التي وصلت إليها”.
وأشارت واشنطن إلى هذه التطورات؛ حيث قال مستشار الأمن القومي الأميركي اليوم إن القوات الأوكرانية “حققت مكاسب في المعارك جنوبي البلاد وسندعمها مهما تطلب الأمر”.
من جهة أخرى، أفاد موقع ريبار العسكري الروسي أن القوات الأوكرانية تتركز بكثافة في الجزء الشمالي من روبوتينو، وقال إن القوات الروسية تضرب مراكز الاحتياط الأوكرانية في مناطق الأحراش.
وعلى جبهة أخرى، قالت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن قوات بلادها تتقدم جنوب مدينة باخموت، واستعادت السيطرة على 3 كيلومترات مربعة في محيط المدينة الواقعة في مقاطعة دونيتسك.
بدورها نشرت وزارة الدفاع الروسية صورا قالت إنها لعمليات صد هجوم للقوات الأوكرانية على المشارف الغربية لمدينة باخموت بعد دخول مجموعات من قوات المشاة الأوكرانية مواقع للقوات الروسية.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى سماحها لما وصفته بالعدو بالوصول إلى خط معين والسيطرة على عدد من المواقع قبل استهدافهم بكثافة، وأن قواتها واجهت من تبقى من القوات المنسحبة وقتلت معظم أفرادها، وفق بيان الوزارة.