جرائم إطلاق النار: مقتل مدير بلديّة الطيرة ومقتل شاب في الرينة
تعرّض ثلاثة أشخاص لإطلاق نار بالقرب من مقرّ الشرطة في الطيرة، ما أسفر عن مقتل مدير البلدية عبد الرحمن قشوع، فيما أُصيب اثنان آخران، بينهما عضو آخر في البلدية، بجراح؛ كما قُتل شاب بجريمة أخرى، ارتُكبت في الرينة.
قُتل مدير بلدية الطيرة، عبد الرحمن قشوع، وأُصيب آخران، في جريمة إطلاق نار، ارتُكبت في المدينة، مساء الإثنين، فيما قُتل شاب بجريمة إطلاق نار أخرى، ارتُكبت في بلدة الرينة.
وجاء في التفاصيل أن ثلاثة أشخاص تعرّضوا لإطلاق نار بالقرب من مقرّ الشرطة في مدينة الطيرة، ما أسفر عن إصابة مدير البلدية عبد الرحمن قشوع بجراح حرجة، فيما أُصيب اثنان آخران، بينهما عضو آخر في البلدية، بجراح متوسطة وطفيفة.
وأقرّ طاقم طبيّ وفاة قشّوع، متأثرا بجراحه الحرجة، بعد وقت وجيز من إصابته. وأعلنت بلدية الطيرة “أنها ستكون مُغلقة الثلاثاء 22/8/2023 حتى إشعارٍ آخر”.
وارتُكبت الجريمة على بُعد أمتار قليلة من مقرّ الشرطة في المدينة، وفي منطقة تتواجد فيها كاميرات مراقبة مُثَبَّتة، غير أن ذلك لم يحل دون وقع الجريمة، التي استمرّ إطلاق النار خلال ارتكابها، لـ”وقت طويل”، بحسب ما ذكر شهود عيان.
وتساءل أهال في المكان، حول جدوى وجود مقرّ الشرطة في المدينة، من دون أن تقوم بدورها في محاربة الجريمة. ولم تعلن الشرطة عن اعتقال أيّ مشتبه به.
وذكر طاقم طبيّ أنه تلقّى بلاغا حول إصابة 3 أشخاص من المدينة “في حادث عنف”، مشيرا إلى أن أفراده “يقدّمون العلاج الطبيّ، ويحيلون إلى مستشفى ’مئير’ (في كفار سابا)، 3 رجال يعانون من إصابات اخترقت أجسادهم”، من جرّاء إطلاق النار.
وأضاف أن “من بينهم رجل يبلغ من العمر 60 عامًا في حالة حرجة، ويخضع لعملية إنعاش قلبيّ ورئويّ، ورجل يبلغ من العمر 60 عامًا في حالة متوسطة، ورجل يبلغ من العمر 58 عامًا في حالة طفيفة”.
وفي الرينة، أُصيب شاب في الخامسة والثلاثين من عمره، بجراح حرجة، نُقل على إثرها إلى مستشفى العفولة، حيث أُقرّت وفاته هناك، بعد فشل محاولات الإبقاء على حياته.
وذكر طاقم طبيّ وصل إلى المكان، أنه تلقى بلاغا بشأن “إصابة شاب في حادث عنف، في شارع المدرسة في الرينة”.
وقال إن طواقمه “تقدم العلاج الطبي وتحيل إلى المستشفى، شابا يبلغ من العمر 35 عامًا في حالة حرجة، مع مصابا بإصابات اخترقت جسده، (وتم نقله) أثناء إجراء عمليات إنعاش قلبيّ ورئويّ”. إلا أن وفاته أُقرَّت لاحقا.
وقالت الشرطة في بيان، إنها تلقت بلاغا “عن إطلاق نار من دراجة نارية على سيارة في بلدة الرينة”.
وذكرت أن “سيارة كانت موجودة في مكان إطلاق النار، لاحظت (لاحظ مستقلّوها) الدراجة النارية أثناء فرارها من مكان الحدث وصدمتها؛ ونتيجة لذلك، أعلن مقتل راكب الدراجة النارية (21 عاما) وتم مصادرة مسدس في مكان الحدث”.
وجاء في بيان للحركة الإسلامية والقائمة العربية الموحدة، صدر بعد مقتل قشّوع، أنها تنعى “الدكتور عبد الرحمن قشوع، القيادي في الحركة الإسلامية وعضو مجلس الشورى القطري للحركة الإسلامية والقائمة الموحدة، ورئيس الحركة الإسلامية في الطيرة، وإمام وخطيب مسجد عمر بن الخطاب في الطيرة، ومدير عام بلدية الطيرة، الذي راح ضحية الغدر برصاص المجرمين الليلة أمام مقرّ الشرطة في المدينة، بصحبة إخوة اثنين من أبناء الحركة الإسلامية، اللذين أصيبا أيضًا بجراح متوسطة، الحاج محمود ناصر (أبو علاء) عضو البلدية وعضو مجلس شورى الحركة الإسلامية في الطيرة، والأخ محمد دعاس (أبو ليث) عضو بلدية الطيرة سابقًا، وهما بحالة مستقرة”.
وأضاف البيان أن المغدور “حاصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية، أمضى حياته داعيًا إلى الله وإلى الخير والإصلاح، قياديًا مخلصًا لبلده الطيرة ولحركته الإسلامية ولمجتمعنا العربي، ذا أيدي نظيفة مستقيمة، لم تَرُقْ لأصحاب النفوس المريضة والمجرمة التي رفعت رأسها في مجتمعنا العربي نتيجة لإهمال الحكومة العنصرية وأجهزتها الأمنية لهذه العصابات الإجرامية التي باتت لا تحسب حسابًا لا لشيخ ولا لمسؤول، لا لطفل ولا امرأة، لا لصغير ولا لكبير، بل تتجرأ بارتكاب جرائمها أمام مقرّ الشرطة في تحدّ سافر للحكومة والدولة وأجهزتها الأمنية”.
من جانبه، قال حزب التجمّع الوطني الديمقراطي في الطيرة، في بيان: “أصابت بلدنا الطيرة… جريمة نكراء وبشعة، راح ضحيتها مدير عام بلدية الطيرة عبد الرحمن قشوع، وإصابة عدة أشخاص من أهل بلدنا. إن هذه الجريمة النكراء البشعة تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وهي ليلة سوداء على كل أهالي البلد”.
وذكر أن “ضحايا الجريمة وإطلاق النار في بلدنا الغالية العزيزة، لم يعد يقتصر على مجموعة محددة، بل يطال الجميع، من مسؤولين وسكان آمنين ونساء وأطفال، لأن لا رادع للمجرمين ولا عقاب لهم، وهذه مسؤولية الشرطة وسلطات إنفاذ القانون التي تستخف بدماء وحياة العرب. إن عدم العقاب هو تصريح للجريمة القادمة”.
وشدّد على أنّ “هذه الجرائم البشعة، غريبة عن أهل بلدنا، وتجاوز لكل عُرف وأخلاق، ملاحقة المجرمين القتلة هي من مسؤولية الشرطة”.
وقال إن التجمّع، “حذّر مرارا وتكرارا من أن تساهُل الشرطة مع الجريمة، سيؤدي إلى أن يدفع أهالي بلدنا الثمن، بلا استثناء، فلا حدود للمجرمين دون رادع أو عقاب، ودون أن تقوم الشرطة بدورها بحفظ الأمن الفردي والجماعي للمواطنين. هذه مسؤوليتها”.
وجاء في البيان ذاته: “الرحمة لضحية جريمة القتل البشعة والنكراء، مدير عام البلدية السيد عبد الرحمن قشوع، ولعائلته الصبر والسلوان، والشفاء العاجل للمصابين، وكل الخير لبلدنا الأبية، والأمن الأمان لكل أهلنا. الطيرة موحدة في هذا المصاب”.
وفي وقت سابق الإثنين، تظاهر المئات من رؤساء وموظفي السلطات المحلية العربية، أمام مكتب رئيس الحكومة في القدس، احتجاجا على تجميد الميزانيات للسلطات المحلية العربية، وتفاقم الجريمة في المجتمع العربي، وذلك تلبية لدعوة اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.
وخلال التظاهرة، اعتقلت الشرطة رئيس مجلس المزرعة المحلي، فؤاد عوض، قبل أن تُطلق سراحه لاحقا. وقد شدد عوض على أنه تمّ اعتقاله “بادعاءات واهية وغير صحيحة”.
وتحوّلت عمليات إطلاق النار وسط الشوارع والقتل إلى أمر معتاد خلال السنوات الماضية في المجتمع العربي، الذي يجد نفسه متروكا لمصيره ورهينة للجريمة المنظمة.
في المقابل، تتقاعس الشرطة الإسرائيلية عن القيام بدورها للحد من الجريمة المنظمة، وسط مؤشرات على تواطؤ أجهزة الأمن الإسرائيلية مع منظمات الإجرام.
يأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء، وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.