أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن بيانات تتّبع السفن أظهرت أن ناقلة النفط سويز راجان التي صادرتها الولايات المتحدة وتحمل نفطا خاما إيرانيا خاضعا للعقوبات، بدأت تفريغ حمولتها قرب تكساس في وقت متأخر أمس السبت، رغم تهديدات طهران.
وأظهرت بيانات حللتها الوكالة أن الناقلة سويز راجان التي ترفع علم جزر مارشال بصدد نقل نفطها من سفينة إلى أخرى، قرب تكساس، على بعد حوالي 70 كيلومترا جنوب شرقي البلاد.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد حذر من تفريغ الحمولة من السفينة، وتوعد بالرد على ذلك. وقال الأدميرال علي رضا تنكسيري نائب قائد البحرية بالحرس الثوري الإيراني في ذلك الوقت: “نعلن بموجب هذا أننا سنحمل أي شركة نفط تسعى إلى تفريغ نفطنا من السفينة المسؤولية، كما نحمل أميركا المسؤولية. لقد انتهى عصر الضرب والركض، وإذا ضربوا يجب أن يتوقعوا ضربهم”.
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعليق بشأن تفريغ الناقلة سويز راجان. واعترفت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تديرها الدولة بهذه القصة، لكنها لم تقدم تفاصيل.
وبدأت حادثة ناقلة النفط “سويز راجان” في فبراير/ شباط عام 2022 عندما أعلنت مجموعة “متحدون ضد إيران النووية” عن شكوكها أن الناقلة تحمل نفطا من جزيرة خارك الإيرانية، وهي المحطة الرئيسية لتوزيع النفط في الخليج العربي.
ولعدة أشهر، استقرت السفينة في بحر الصين الجنوبي قبالة الساحل الشمالي الشرقي لسنغافورة، قبل أن تبحر فجأة نحو خليج المكسيك من دون تفسير. واعتقد المحللون أن الحمولة الموجودة على متن السفينة قد صادرتها السلطات الأميركية في عملية لإنفاذ العقوبات، رغم عدم وجود وثائق قضائية عامة حول “سويز راجان” حتى وقت مبكر يوم الأحد.
في الوقت نفسه، استولت إيران على ناقلتين قرب مضيق هرمز، بما في ذلك إحدى الناقلات التي تحمل حمولة لشركة تشيفرون النفطية الأميركية.
وكانت البحرية الأميركية عززت وجودها العسكري في الأسابيع الأخيرة في الشرق الأوسط “لمراقبة مضيق هرمز والمياه المحيطة به”، وأرسلت مقاتلات إضافية من طراز إف-35 وإف-16 إلى جانب حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” (USS Nimitz) مع سفن حربية أخرى إلى المنطقة، وفكرت في وضع أفراد مسلحين على سفن تجارية تسافر عبر المضيق لمنع إيران من الاستيلاء على سفن إضافية.
وعبر مؤخراً ثلاثة آلاف جندي أميركي مياه البحر الأحمر باتجاه القواعد الأميركية في الخليج، في وقت حذّرت فيه القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة السفن التجارية والناقلات من الاقتراب من المياه الإيرانية.
ويأتي القرار الأميركي بعد اتهام واشنطن طهران بمحاولة احتجاز ومضايقة سفن شحن وناقلات نفط في الأشهر القليلة الماضية، وهو ما نفته الخارجية الإيرانية جملة وتفصيلا، واعتبرت القرار الأميركي “مزعزعا لأمن المنطقة”، كما توعّدت باتخاذ “الإجراءات المناسبة والرادعة عند الضرورة”.
قضية سياسية
وأصبح التأخير في تفريغ شحنة سويز راجان قضية سياسية أيضا لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إذ كانت السفينة تقبع لأشهر في خليج المكسيك، ربما بسبب قلق الشركات من التهديد من إيران.
وفي رسالة مؤرخة يوم الأربعاء، طلبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين من البيت الأبيض تحديثا لما يحدث مع شحنة السفينة، التي تقدر قيمتها بنحو 56 مليون دولار. وقالوا إن الأموال يمكن أن تذهب إلى صندوق ضحايا ما يسمى الإرهاب الذي ترعاه إيران في الولايات المتحدة، والذي يعوض المتضررين من هجمات 11 سبتمبر عام 2001 وأزمة الرهائن الإيرانية عام 1979 وهجمات أخرى.
وجاء في الرسالة “نحن مدينون لهذه العائلات الأميركية بفرض عقوباتنا”.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن عائدات تهريب النفط الإيرانية تدعم فيلق القدس-وحدة التدخل السريع التابعة للحرس الثوري التي تعمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
يشار إلى أن الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 مع القوى العالمية عزز قدرة طهران على بيع النفط علنا في السوق الدولية. لكن في عام 2018 انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من جانب واحد من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات الأميركية.
وأدى ذلك إلى إغلاق الباب أمام الكثير من تجارة النفط الخام الإيرانية المربحة، وهي محرك رئيسي لاقتصاد طهران وحكومتها. كما بدأت ملاحقة شحنات النفط الإيرانية، بالإضافة إلى سلسلة من الهجمات المتصاعدة المنسوبة إلى إيران على ناقلات منذ عام 2019.