فرحتهم لا توصف: ولادة ثلاثة توائم لكل سوار ومحمد ، نجاح وأحمد من طمرة ، وسهاد وأحمد من البعنة
يعتبر التوائم الثلاثة ظاهرة خاصّة، ولكن عندما يكون هناك أربعة منهم في نفس المستشفى فهذا أمر مدهش حقًّا.
أحمد ونجاح دياب سويّة مع الثلاثيّة – تصوير: المجمّع الطبّيّ لصحّة الإنسان رمبام.
وأفاد مستشفى رمبام في حيفا انه “تمّ مؤخّرًا إحصاء عدد كبير من الولادات الثلاثيّة في رمبام، ما جعل الجميع يتذكّرون سبب كون هذا العدد عددًا سحريًّا بشكل خاصّ . لا واحد، لا اثنان ولا ثلاثة أيضًا. وُلد أربعة توائم ثلاثيّة في رمبام في الأسابيع الأخيرة، اثنان منهم لصديقتين حميمتين، تسكنان بجوار بعضهما البعض في مدينة طمرة شماليّ البلاد. أنجبت الاثنتان أولادهما الأوائل بفارق أسبوعين عن بعضهما البعض.
الأولى التي أنجبت بين الصديقتين كانت سوار دياب-حجازي، 29 عامًا، وقد أنجبت ثلاثة أبناء في الأسبوع الرابع والثلاثين من حملها. بعد مكوث لمدّة أسبوعين في قسم الخدّج تمّ تسريح الثلاثيّة مؤخّرًا إلى البيت”.
يقول محمّد حجازي، والد التوائم الثلاثة: “لقد انتظرناهم وقتًا طويلًا جدًّا، كانت رحلة طويلة وصعبة، تضمّنت أيضًا إنهاء حمل التوائم الثلاثة، وقد حدث ذلك منذ أكثر من عام بقليل حيث تعقّدت الأمور، إنّها معجزة صغيرة. لقد عملنا بجدّ من أجلهم ونحن سعداء للغاية بوجودهم هنا”. وأضاف: “الجميع يريد المساعدة، إذا احتجنا إلى شيء ما يتقدّم عشرة أشخاص للمساعدة. التعامل مع الأطفال للمرّة الأولى ليس أمرًا سهلاً. مع ثلاثة يكون الأمر أكثر تعقيدًا، لكنّنا تعلّمنا كلّ شيء في قسم الخدّج وواصلنا ذلك في المنزل”.
“أتذكّر أوّل دقّات قلب”
منذ حوالي أسبوعين انضمّت إلى قائمة والِدات التوائم الثلاثة ، أفضل صديقة لدياب حجازي، نجاح دياب، 27 عامًا، والتي تسكن أيضًا في مدينة طمرة. أنجبت دياب ولدين وبنتًا في الأسبوع 33.4 من حملها، بعد أن مكثت حوالي ثلاثة أسابيع في قسم الخدّج، وقبل بضعة أيّام غادروا هم أيضًا إلى منزلهم. بالنسبة لدياب وزوجها، هذه نهاية سعيدة لرحلة طويلة مرّوا بها في طريقهم إلى الأبوّة والأمومة لأوّل مرّة: “لقد كافحنا من أجل جلب الأطفال إلى العالم. اكتشاف وجود حمل بثلاثة توائم بعد سنوات عديدة كان واحدة من أكثر اللحظات إثارة للمشاعر في حياتي. أتذكّر أوّل دقّات قلب. لم أصدّق ذلك. بكيتُ من شدّة السعادة. دموع الفرح كانت عند الولادة أيضًا. إنهاء مذهل لمشوار طويل. نحن في انتظار أن نبدأ حياتنا كأسرة مكوّنة من خمسة أفراد”.
• إذًا، كيف يكون الشعور عندما تنجب صديقتان حميمتان ثلاثة توائم وأنتما تسكنان قريبًا من بعضكما؟
“سوار هي الأكبر بيننا”، تقول دياب مازحةً، “لديها نصائح لي حول ما سيحدث بعد مغادرة المستشفى. عيادة الأم والطفل، الاستعداد في المنزل. إنّها متقدّمة عنّي. أنا ما زلت في مرحلة أبكر منها. لذلك لديها نصائح حول حملات خفض الأسعار للحفّاضات، البرنامج اليومي لقسم الخدج وأشياء من هذا القبيل. نحن نتشاور طوال الوقت. سيكون من المثير رؤيتهم يكبرون معًا، في نفس المدينة، نفس الموقف غير المعتاد، نفس العمر. ربّما نقيم حزبًا معًا”، تضحك.
الرياضيّات للمتقدّمين: كيف نحافظ على أمّ واحدة وثلاثة أجنّة
كما ذكر انفا ، وُلد أربعة توائم ثلاثيّة في الأسابيع الأخيرة في رمبام، جميعهم في الأسابيع المتقدّمة نسبيًّا لحالات حمل معقّدة مثل تلك التي تحدث في مثل هذه الحالات. في مرحلة ما، كانت جميع أمّهات التوائم الثلاثة معًا في خطر في قسم الحمل، عندما كنّ حوامل مع مراقبة ومتابعة قريبة تحضيرًا للولادة. وينضمّ إلى هذا التركيز العالي من التوائم الثلاثيّة توأمان ثلاثيّان اثنان آخران ولدا خلال شهر أيّار في رمبام: “نحن نتحدّث عن معطى غير عاديّ، حتّى في الأوقات التي نرى فيها المزيد والمزيد من التوائم والتوائم الثلاثيّة”، يشرح البروفيسور زئيف فينر، مدير قسم الحمل والولادة في رمبام، “هذه حالات حمل تتطلّب خبرة ومهارة معيّنة في مجال مرافقة الحمل، الفحوصات، المتابعة وغير ذلك، مع كلّ ما تعنيه حالات الحمل المعقّدة للغاية هذه. إنّها حالات حمل تختلف تمامًا عن حالات حمل جنين وحيد ذي خصائص عينيّة جدًّا. إنّ حقيقة أنّهنّ جميعًا ولدن في أسابيع متقدّمة تدلّ على مهارة الطاقم الذي اعتنى بهنّ طوال المشوار”.
سهاد بدران، 34 عامًا، من قرية البعنة في الشمال، هي أيضًا أمّ جديدة لثلاثة توائم ولدوا مؤخّرًا في رمبام. وُلِد لها ولزوجها أحمد ابنتان وابن، في الأسبوع الـ 33.5، بعدما كان للزوجين ابن آخر عمره ثماني سنوات، والذي أصبح الآن الابن الأكبر لثلاثة توائم في لحظة واحدة. ولادة بدران كانت من أوائل موجة التوائم الثلاثة، وحدثت بعد شهرين من الرقود في المستشفى في وحدة الحمل عالية الخطورة في المركز الطبّيّ.
تمامًا مثل الأمّهات الأخريات، ساهمت الفترة الطويلة من الوقت الذي أمضته في القسم في إنهاء الحمل بولادة ثلاثة أطفال معافين. المكوث في قسم الخدّج منحهم المهلة التي كانوا بحاجة إليها خلال الفترة بين ما كان قبل الولادة وبين الواقع الجديد: “انتظرنا هذه اللحظة منذ سنوات،” يقول الأب السعيد، “لقد تمكّنا بالفعل من نسيان المرّة الأولى. من حسن حظّنا أنّنا قضينا فترة في قسم الخدّج وحصلنا على الأدوات والثقة. تنظر والدتي إليّ وأنا أغيّر الحفّاظات وهي مسرورة بي، وتقول لي إنّهم علّموني جيّدًا ما يجب أن أفعله”، يضحك. ويضيف: “حتّى الآن نحن غير مصدّقين أنّ لدينا ثلاثة أطفال حلوين. نذهب معهم إلى عيادة الأم والطفل وينظر إلينا الجميع. نشعر بالاختلاف معهم. هم مميّزون. عندما يكبرون قليلاً سنعود إلى قسم الخدّج ونشكرهم على ما فعلوه من أجلنا وعلى الهديّة العظيمة التي قدّموها لنا”.
أحمد وسهاد بدران سويّةً مع الثلاثيّة – تصوير: المجمّع الطبّيّ لصحّة الإنسان رمبام
محمّد حجازي وسوار دياب-حجازي سويّةً مع الثلاثيّة – تصوير: المجمّع الطبّيّ لصحّة الإنسان رمبام