تتّجه كلّ الأنظار إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لمعرفة ما إذا كان سيشارك في المناظرة الأولى للمرشّحين الجمهوريين إلى البيت الأبيض، بعدما هدّد بالتغيّب عنها، بدعوى أن استطلاعات الرأي تؤكّد تصدّره السباق بفارق كبير عن بقية منافسيه.
ومع تبقّي خمسة أشهر لانطلاق انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية للاستحقاق الرئاسي المقرّر في نهاية العام المقبل، تبدو شعبية ترامب أقوى من أيّ وقت مضى، لكنّ القضايا الجنائية العديدة التي تلاحقه ألقت بظلالها على محاولته العودة إلى البيت الأبيض.
والرئيس السابق البالغ من العمر 77 عامًا -الذي نادرًا ما لا يتصدّر عناوين الأخبار-، قال صراحة إنه يفكّر بالتغيّب عن المناظرة المقرّرة في مدينة ميلوكي (الغرب الأوسط)، مسوّغًا توجّهه هذا بعدم رغبته في تقاسم الأضواء مع مرشّحين لا يتمتّعون بشعبية حقيقية.
ويوم الخميس الماضي، كتب ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي، “أنا أتقدّم على المتسابق الثاني، أيًّا يكن هذا الشخص اليوم، بأكثر من 50 نقطة. الرئيس الجمهوري الراحل رونالد ريغان لم يفعل ذلك، ولا الآخرون فعلوا ذلك. الناس يعرفون سجلّي، وهو واحد من الأفضل على الإطلاق، فلماذا أناظر”؟
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” -أمس الجمعة- إن ترامب أبلغ مساعديه أنه يخطّط للتغلّب على منافسيه عبر التغيّب عن المناظرة التي تنظّمها “فوكس نيوز”، على أن يحلّ بدلًا من ذلك ضيفًا وحيدًا في مقابلة عبر الإنترنت يجريها معه تاكر كارلسون، المذيع السابق في الشبكة التلفزيونية المحافظة.
لكنّ متحدّثًا باسم حملة ترامب قال لوكالة الصحافة الفرنسية “لم نؤكّد أيّ شيء من جانبنا”.
مناظرة ومهاجمة
وسواء شارك ترامب في المناظرة أو قاطعها فهو سيكون حتمًا حاضرًا فيها، ذلك أن منافسيه يعتزمون مهاجمة متصدّر السباق، من خلال التصويب على المحاكمات القضائية السبع الملاحق فيها حاليًا، وهي أربع جنائية وثلاث مدنية، والتّهم الموجّهة إليه في هذه المحاكمات، التي تعود وقائعها إلى ما قبل تولّيه الرئاسة، وأثناء وجوده في السلطة، وبعد انتهاء عهده الذي حفل بالفضائح.
وقال المذيع في “فوكس نيوز” بريت باير الذي سيدير المناظرة، إن “من الواضح أن مشكلاته القانونية تؤثّر في هذا السباق”.
وأضاف باير -في تصريح لصحيفة “ميلوكي جورنال سينتينيل”- أن “جميع هؤلاء المرشحين سُئلوا دون توقف عمّا يحدث في قاعات المحاكم حول البلاد. لذلك سيكون جزءًا من هذا النقاش سواء حضر أو لا”.
وتأهّل إلى المناظرة 7 مرشّحين آخرين، هم حاكما ولايتي فلوريدا رون ديسانتيس وداكوتا الشمالية داغ بورغوم، ونائب الرئيس السابق مايك بنس، والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، والسناتور عن ولاية كارولاينا الجنوبية تيم سكوت، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي، والحاكم السابق لولاية نيوجيرزي كريس كريستي.
وتضع استطلاعات الرأي حاليًا ديسانتيس في المركز الثاني.
وحسب استطلاعات الرأي فإن راماسوامي وكريستي يهدّدان مركز الوصيف الذي يحتلّه ديسانتيس في ولايتي آيوا ونيوهامبشر، وسيبحثان -في وقت لاحق- خلال المناظرة عن فرص لمهاجمته.
وأمهلت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ترامب حتى الاثنين المقبل لاتخاذ قرار نهائي، بشأن ما إذا كان يريد المشاركة في المناظرة أو لا.
تغيّب وخشية
وعلى الرغم من أن ترامب يتصدّر السباق بفارق شاسع عن أقرب منافسيه؛ فإن عددًا من حلفائه يخشون أن يؤدّي تغيّبه عن المناظرة إلى منح منافسيه فرصة لخطف الأضواء، وتحقيق مكاسب على حسابه.
وحسب تقارير إعلامية فإن ترامب يفكّر باعتماد سياسة “البرمجة المضادّة” لسرقة الأضواء الإعلامية من منافسيه، فبالإضافة إلى المقابلة المرجّحة مع كارلسون، قد يختار الملياردير -يوم الأربعاء أو الخميس المقبليْن- لتسليم نفسه للسلطات القضائية في سجن المقاطعة في مدينة أتلانتا.
والأسبوع الماضي وجّه القضاء في أتلانتا، عاصمة ولاية جورجيا، لائحة اتّهام إلى ترامب في قضية تآمر لتزوير انتخابات 2020 وأمره بتسليم نفسه بحلول ظُهر يوم الجمعة القادم.
وإذا كانت الشكوك لا تزال تحيط بقرار ترامب المشاركة في هذه المناظرة الأولى من عدمها، فإن مسألة مشاركته في المناظرة الثانية المقرّرة في كاليفورنيا في 27 سبتمبر/ أيلول المقبل باتت محسومة، بعد أن قال صراحة، إنه سيتغيّب عنها؛ لأنه لا يستسيغ الجهة التي تنظّمها؛ وهي مؤسسة ومعهد رونالد ريغان الرئاسي.