منذ نحو 15 عاما، يسيطر النجمان الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو على جائزة أفضل لاعب في العالم، ولم يكسر احتكارهما للجائزة سوى الكرواتي لوكا مودريتش عام 2018 والفرنسي كريم بنزيمة عام 2022، في حين حُجبت الجائزة عام 2020 بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا.
وبالنظر إلى ذلك يُعتبر ميسي وكريستيانو أفضل لاعبين في العالم طوال تلك الفترة، بينما تركا السباق على المركز الثالث مفتوحا على مصراعيه لنظرائهما، وفق صحيفة “ماركا” الإسبانية، التي ترى من ناحيتها أن هناك عديدا من لاعبي كرة القدم ممن يمكنهم إكمال “منصة التتويج”، وتساءلت “إذا لم يكن نيمار، فمن هو ثالث أفضل لاعب في العالم؟ إجابة هذا السؤال نستعرضها من خلال السطور التالية:
نيمار جونيور (المنافس الدائم)
جاء النجم البرازيلي في المركز الثالث لأفضل لاعب في العالم مرتين، وذلك عام 2015 حين قدّم مستويات رائعة مع برشلونة، وكذلك عام 2017 بعد شهور من رحيله عن “البلوغرانا” إلى باريس سان جيرمان للخروج من ظل ميسي.
وخلال مشواره مع سان جيرمان، أسهم نيمار في وصول الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2020 قبل الخسارة أمام بايرن ميونخ الألماني، لكنه عانى الإصابات التي أثرت على مشواره، قبل الانتقال إلى الهلال السعودي في عمر 31 عاما.
أندريس إنييستا (بطل مونديال جنوب أفريقيا)
يُنظر إلى نجم خط الوسط الإسباني على أنه واحد من أكثر المبدعين في تاريخ كرة القدم حيث ابتكر نموذجا خاصا في حقبة برشلونة الذهبية مع المدرب بيب غوارديولا، إلى جانب مواطنيه تشافي هيرنانديز وسيرجيو بوسكيتس.
تُوج “الرسام” بعديد من الألقاب مع برشلونة وسجّل لإسبانيا هدف الفوز بكأس العالم 2010 واحتل المركز الثاني في سباق الكرة الذهبية خلف ميسي رغم فوزه بالمونديال، كما جاء في المركز الثالث عام 2012.
كريم بنزيمة (الانفجار المتأخر)
يُعتبر المهاجم الفرنسي واحدا من بين لاعبين اثنين نجحا في افتكاك جائزة الكرة الذهبية من ميسي عن جدارة واستحقاق، وذلك عام 2022 بعد قيادته فريقه السابق ريال مدريد للتتويج بلقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى فوزه بجائزتي هداف المسابقتين، الأمر الذي أجمع بسببه النقاد وعشاق كرة القدم على استحقاقه هذه الجائزة.
وانتظر بنزيمة رحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد عام 2018 من أجل الحصول على دور قيادي في الفريق وهو ما نجح فيه بامتياز، لكنه اختار العام الحالي الرحيل إلى نادي الاتحاد السعودي.
لوكا مودريتش (العمر مجرد رقم)
هو أحد اللاعبين القلائل الذين يقدمون كرة قدم على مستوى عال رغم وصوله إلى سن 38 عاما، كما جدد مؤخرا عقده مع ريال مدريد لموسم واحد.
كان مودريتش أول من افتك الجائزة من ميسي وكريستيانو عام 2018، بفضل تألقه مع ريال مدريد وتتويجه بدوري الأبطال للموسم الثالث على التوالي، وأكمل ذلك بقيادة منتخب كرواتيا إلى نهائي مونديال روسيا 2018 الذي خسر أمام فرنسا بنتيجة 2-4، وبعد 4 سنوات عاد لتحقيق برونزية مونديال قطر.
تشافي هيرنانديز (ضابط الإيقاع)
رحل تشافي عن برشلونة عام 2015 إلى السد القطري بعد تتويج “البلوغرانا” بالثلاثية التاريخية وقيادة برشلونة إلى عديد من الألقاب، فضلا عن دوره البارز في تتويج منتخب إسبانيا بكأس أوروبا مرتين (يورو 2008 و2012) وكأس العالم 2010.
تم ترشيح اسم تشافي للفوز بالجائزة عام 2010، لكنه جاء في المركز الثالث خلف زميليه السابقين ميسي وإنييستا على التوالي.
آريين روبن (الفضيحة)
اشتهر الجناح الهولندي بحركته التي أتقنها لدرجة كبيرة، وهي الاختراق من اليمين والدخول إلى العمق، ثم التسديد إلى الزاوية البعيدة في الشباك، وهي أهداف مسجلة باسمه وكررها في كثير من المناسبات سواء مع ريال مدريد أو بايرن ميونخ أو منتخب هولندا.
وظهر روبن بمستويات عالية خاصة في السنوات العشر التي قضاها مع الفريق “البافاري” بتتويجه بدوري الأبطال وعديد من الألقاب، إلا أن اسمه لم يُدرج في القائمة النهائية للمرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية.
أنطوان غريزمان (الجودة والالتزام)
منذ وصول المهاجم الفرنسي إلى أتلتيكو مدريد عام 2014 قادما من ريال سوسيداد أصبح أكثر اكتمالا مع المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، فقاد فريقه للتتويج بالدوري الأوروبي، وكذلك كأس السوبر الأوروبي على حساب ريال مدريد وذلك عام 2018، وما بينهما حقق كأس العالم مع فرنسا، لكن كل ذلك لم يشفع له بالفوز بجائزة الكرة الذهبية، وكان أفضل مركز له حين احتل المركز الثالث خلف مودريتش وكريستيانو في نسخة 2018.
روبرت ليفاندوفسكي (ماكينة أهداف)
في نظر كثيرين، يُعتبر ليفاندوفسكي أفضل مهاجم صريح في العقد الماضي، فحصيلته التهديفية لم تنخفض عن 30 هدفا في المواسم الثمانية الأخيرة مع بايرن ميونخ وبرشلونة، مع تألقه اللافت قبل ذلك مع بوروسيا دورتموند.
اقترب ليفا كثيرا من الفوز بالكرة الذهبية، لكن حائجة فيروس كورونا حرمته منها وذلك عام 2020، ثم جاء في المركز الثاني خلف ميسي في العام التالي، ومع ذلك فاز بجائزتين لأفضل لاعب في العالم “ذا بيست” المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
سيرجيو راموس (المدافع القائد)
على الرغم من مركزه الأساسي كقلب دفاع، فإن راموس نجح في تسجيل كثير من الأهداف الحاسمة والمهمة، خاصة بضربات الرأس التي كان يتقنها، ولعل أبرزها هدف التعادل لريال مدريد في مرمى جاره اللدود أتلتيكو في نهائي دوري الأبطال لعام 2014.
إلى جانب ذلك، قاد راموس دفاع “الميرنغي” ومنتخب إسبانيا لسنوات طويلة، ففاز بدوري الأبطال 4 مرات وكذلك كأس العالم 2010 وكأس أوروبا مرتين (يورو 2008 و2012).
كيفن دي بروين (عين غوارديولا)
“كيفن دي بروين لاعب مميز، فهو يرى أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها على أرض الملعب” صدرت هذه الكلمات عن المدرب بيب غوارديولا بعد إحدى المباريات. ومنذ وصوله إلى مانشستر سيتي عام 2015، قاد دي بروين نهضة الفريق وفاز معه بـ5 ألقاب في “البريميرليغ”، ونجح أخيرا في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا صيف عام 2023، البطولة الأخيرة حتى الآن تُعد بمثابة تتويج لمسيرة قائد مانشستر سيتي، وهو مرشح للفوز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2023.
لويس سواريز (الأهداف أسلوب حياة)
هو واحد من أبرز المهاجمين في العقد الأخير إلى جانب ليفاندوفسكي، وطّد علاقته مع الشباك منذ بداية مسيرته الكروية وزادت وتيرة ذلك مع ليفربول وبرشلونة وحصد معهما جائزة الحذاء الذهبي.
كما ساهم سواريز في تتويج “البلوغرانا” بعديد من الألقاب بفضل أهدافه حاسمة، ولعل أبرز ما فعله هو التتويج بالدوري الإسباني مع أتلتيكو مدريد في أول موسم (2020-2021) بعد رحيله عن “البارسا”.