نشرت مجلة “نيوزويك” الأميركية مقالا للكاتب الصحفي والمعلق السياسي الصيني جوردون جي تشانغ، يتحدث عن إقالات وحوادث اختفاء وانتحار في صفوف قادة فرع من الجيش الصيني مؤخرا، في حين يرى الكاتب أن له علاقة بتحضيرات يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ للدخول في حرب.
وقال تشانغ، وهو مؤلف كتاب “الانهيار القادم للصين”، في مقاله بنيوزويك إن شي جين بينغ أقال القيادة العليا للقوة الصاروخية الصينية المسؤولة عن جميع الرؤوس الحربية النووية الصينية التي يقدر عددها بنحو 400 رأس نووي.
أوضح أن الرئيس الصيني أقال كلا من قائد القوة الصاروخية، لي يوتشاو، ومفوضها السياسي، شو تشونغ بو، في خطوة وصفها بأنها غير مسبوقة، مضيفا أن القائدين المذكورين مختفيان عن الأنظار منذ إقالتهما.
ووفق المقال فقد اختفى أيضا كل من نائب لي، ويدعى ليو جوانجبين، ونائبه السابق تشانغ تشن تشونغ، وتزامن ذلك مع ورود أنباء تفيد أن قائدا عسكريا آخر يدعى وو غوهوا، وهو نائب آخر لقائد القوة الصاروخية، قد انتحر في مطلع شهر يوليو/ تموز الماضي.
واستنادا إلى تلك الأحداث يقول الكاتب إنه يبدو أن الرئيس الصيني يفكر في استخدام أسلحته الأشد فتكا أو التهديد باستخدامها على الأقل. ويضيف “بعبارة أخرى، يبدو أن الصين تستعد للدخول في حرب.”
لماذا يجري “تطهير الجيش”؟
ويشير إلى أن الإقالة المتزامنة لقائدين في أعلى سلم قيادة القوة الصاروخية لم يسبق لها مثيل، كما أن تعيين شخصيات في منصبيهما كانت تشغل مناصب في فروع أخرى بالجيش، يعد أمرا غير مسبوق كذلك.
فقائد القوة الصاروخية الجديد، وانغ هوبين، من البحرية الصينية، أما المفوض الجديد، شو شيشنغ، فهو من القوات الجوية الصينية وفق المقال.
كما يشير تشانغ في مقاله إلى أن بعض المراقبين الأميركيين يعتقدون أن التطهير الشامل في صفوف الجيش يستهدف الفساد المستشري في الرتب العليا في جيش التحرير الشعبي الصيني. فقد وصف الكاتب الصحفي كريس باكلي بصحيفة نيويورك تايمز، على سبيل المثال، الإقالات في الجيش الصيني بأنها “تعديل غير مفهوم يشير إلى شكوك تتعلق بالفساد أو مخالفات أخرى.”
لكن تشانغ لا يتفق مع المراقبين الأميركيين في الاستنتاج الذي خلصوا إليه، ويستدل على صحة رأيه بتصريح أدلى به مصدر مُطّلع فضل عدم الكشف عن هويته لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” -ومقرها هونغ كونغ- جاء فيه أن “جميع كبار الجنرالات تقريبا كانوا يتمتعون بسمعة طيبة قبل ترقيتهم”.
وبحسب المقال فقد دأب الرئيس الصيني طوال فترة حكمه على مدى عقد من الزمن، على التسامح مع كبار الضباط الفاسدين في جيش التحرير الشعبي الصيني ممن يدينون له بالولاء. لذلك فإن الكاتب يستبعد أن يكون الفساد هو السبب وراء ما وصفه بـ”عملية التطهير” التي شهدتها “قوة الصواريخ”، ويرى أن الفساد لا يعدو أن يكون قد استخدم كذريعة مناسبة.
ويقول إن التفسير الأرجح لعملية التطهير تلك يتعلق بأمر آخر، حيث يقوم الرئيس الصيني منذ بداية العام الجاري، بتطهير الجيش من الضباط المعارضين للحرب لأنه يستعد لها.
استعدادات الحرب
ويشير المقال إلى قرائن أخرى تبرهن على أن الرئيس الصيني وحزبه الحاكم عاكفون على التحضيرات للحرب، إذ يقول إن شي جين بينغ كثير الحديث عن الحرب في هذه الأيام، وإن نظامه يستعد لها بوتيرة سريعة.
كما يشير إلى أن الحزب الشيوعي يقوم بأكبر حشد عسكري منذ الحرب العالمية الثانية، ويحاول في الوقت نفسه تحصين البلاد ضد العقوبات، وتخزين الحبوب والسلع الضرورية، وجمع المعلومات عن أميركا للوقوف على أهداف للضربات وعمليات التخريب، كما يعكف على تعبئة المدنيين الصينيين للمعركة.
وحول الدوافع التي تجعل الرئيس الصيني يختار الزّج ببلاده في أتون الحرب، يقول الكاتب في ختام مقاله إن الأوضاع في الصين تتدهور بسرعة، وإن اللوم في ذلك يلقى على رئيسها.
وقد صرّح الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي خلال حضوره حدثا سياسيا في ولاية يوتا الأميركية بأن ” الصين في ورطة”. ويرى تشانغ أن المخرج الوحيد أمام شي من تلك الورطة هو حشد الشعب الصيني لمواجهة أزمة خارجية.