قالت وسائل إعلام رسمية في بيونغ يانغ إن الجندي الأميركي ترافيس كينغ يريد اللجوء إلى كوريا الشمالية أو أي دولة أخرى بسبب ما وصفته بالمعاملة غير الإنسانية والتمييز العنصري داخل الجيش الأميركي.
ويعد هذا أول اعتراف علني من كوريا الشمالية بعبور كينغ من كوريا الجنوبية في 17 يوليو/ تموز الماضي.
وعبر مسؤولون أميركيون عن اعتقادهم بأن كينغ عبر الحدود عمدا ويمتنعون حتى الآن عن تصنيفه أسير حرب.
إجراءات تأديبية
وأفاد الجيش الأميركي في وقت سابق أنه كان مقررا أن يعود كينغ، وهو جندي من الصف الثاني جند في 2021، إلى الولايات المتحدة لمواجهة إجراءات تأديبية عندما غادر مطار إنشيون في سيول وانضم إلى مجموعة سياح يزورون المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين ثم عبَر الحدود.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن محققين كوريين شماليين خلصوا -أيضا- إلى أن كينغ عبَر عمدا وبشكل غير قانوني بقصد البقاء في كوريا الشمالية أو في دولة ثالثة.
وأضافت الوكالة أن كينغ اعترف خلال التحقيق بأنه قرر القدوم إلى كوريا الشمالية “لشعوره بالضيق من سوء المعاملة اللاإنسانية والتمييز العنصري داخل الجيش الأميركي”.
وأفادت الوكالة الرسمية أن كينغ ظل تحت سيطرة جنود الجيش الشعبي الكوري بعد عبوره، ولا يزال قيد التحقيق.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها لا تستطيع التحقق من تصريحات كينغ التي أوردتها وكالة الأنباء المركزية الكورية وإنها لا تزال تركز على عودته سالما.
أسير حرب
ولم يحدد الجيش الأميركي بعد وضع الجندي البالغ من العمر 23 عاما، وهو مؤهل لاعتباره أسير حرب لأنه جندي في الخدمة الفعلية، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لا تزالان في حالة حرب من الناحية النظرية، فقد انتهت الحرب الكورية التي دارت رحاها من 1950 إلى 1953 بهدنة وليس معاهدة سلام، لا تزال شبه الجزيرة الكورية من الناحية الفنية في حالة حرب في حين تشرف قيادة الأمم المتحدة على الهدنة.
وقال مسؤولون أميركيون إن هناك عوامل تحرم كينغ من الحصول على وضع أسير الحرب منها قراره العبور إلى كوريا الشمالية بمحض إرادته بزي مدني.
والتحق كينغ بالجيش الأميركي في يناير/كانون الثاني 2021، وهو أحد أفراد سلاح الفرسان الكشفي ضمن قوة التناوب الكورية، وهو جزء من الالتزام الأمني الأميركي تجاه كوريا الجنوبية.
لكنه يعاني من مشكلات قانونية، إذ تشير وثائق قضائية إلى أنه يواجه زعمين بالاعتداء في كوريا الجنوبية، وأقر في النهاية بأنه مذنب في إحدى واقعتي الاعتداء وتدمير الممتلكات العامة لإلحاق الضرر بسيارة شرطة. وكان من المنتظر أن يواجه المزيد من الإجراءات التأديبية لدى عودته إلى الولايات المتحدة.
وكان كينغ قد أنهى فترة الاعتقال العسكري قبل أن ينقله الجيش الأميركي إلى المطار للعودة إلى وحدته في الولايات المتحدة، لكنه غادر المطار وانضم إلى جولة في المنطقة الحدودية.