السيناتوران يقولان إن أعضاء كونغرس آخرين يشاركانهم الموقف، وأن اتفاقا إسرائيليا – سعوديا – أميركيا لا يشمل خطوات ملموسة لصالح الفلسطينيين سيواجه بمعارضة شديدة وقد لا يحظى بالأغلبية المطلوبة في مجلس الشيوخ
حذر عضوا مجلس الشيوخ الأميركي من الحزب الديمقراطي، كريس فان هولن وتيم كين، من أن اتفاقا إسرائيليا – سعوديا – أميركيا لا يشمل خطوات ملموسة لصالح الفلسطينيين سيواجه بمعارضة شديدة في صفوف الحزب الجمهوري وقد لا يحظى بالأغلبية المطلوبة في مجلس الشيوخ، وفق ما نقل عنهم موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني اليوم، الأربعاء.
وأضاف السيناتوران أن أعضاء كونغرس آخرين من الحزب الديمقراطي يشاركونهما الموقف ذاته، وأنهم نقلوا رسائل بهذه الروح إلى البيت الأبيض.
وقال فان هولن، العضو في لجنة الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ، إنه “نسمع طوال الوقت من الحكومة الإسرائيلية أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لا يكترث بالفلسطينيين، لكن كثيرين من أعضاء الحزب الديمقراطي يؤمنون بأن سلاما طويل الأمد سيتحقق فقط من خلال التعامل مع مواضيع ذات أهمية بالغة في الساحة الفلسطينية”.
وأشار فان هولن، الذي زار إسرائيل والتقى مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الشهر الماضي، إلى أن ضمان إنجازات لصالح الفلسطينيين في أي اتفاق مستقبلي ينطوي على أهمية، خاصة على إثر “الطابع المتطرف للحكومة الإسرائيلية، التي يؤيد وزراء كبار فيها عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين”.
من جانبه، قال السيناتور كين، الذي كان مرشحا لمنصب نائب الرئيس في حملة هيلاري كلينتون للرئاسة عام 2016، إن “الوضع الراهن، الذي لا يوجد فيه سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، هو جرح مفتوح ويؤثر على الشرق الأوسط كله”.
وأضاف أنه “لا يمكن أن يكون هناك سلام بدون زعماء شجعان. واتفاق يتجاهل الحاجة إلى سلام وحقوق إنسان متساوية لكلا الجانبين سيكون مأساة أخرى في المنطقة التي توجد فيها ما يكفي من المعاناة”.
وتابع كين أنه أيد بشدة “اتفاقيات أبراهام” لأنه اعتقد أنها ستجعل الدول العربية تقوم بدور إيجابي في العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين.
ونقلت الصحيفة عن مستشار كبير لسيناتور من الحزب الديمقراطي قوله إنه “من الجائز أن بن سلمان ليس معتما فعلا بالفلسطينيين، لكن هذا الموضوع يهمنا”.
وقال فان هولن إن أي اتفاق يجب أن يشمل “تعهد إسرائيلي واضح بعدم توسيع المستوطنات، إلغاء القرارات الأخيرة بتبييض بؤر استيطانية غير قانونية، واتفاق حقيقي حول نقل قسم من المناطق C في الضفة الغربية إلى سيطرة فلسطينية. كذلك ينبغي السماح للمدن والقرى الفلسطينية بأن تتسع”.
واستبعد فان هولن أن توافق الحكومة الإسرائيلية الحالية على هذه الخطوات، لكنه شدد على أنه “إذا طولبت الولايات المتحدة بتنفيذ خطوات هامة جدا في إطار هذا الاتفاق، فإن علينا أن نتساءل حول ماذا نستفيد من ذلك؟”.
ورفض نتنياهو، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة “بلومبرغ” الأميركية ونشرتها أول من أمس، قيام دولة فلسطينية. وردا على سؤال حول “تنازلات” يمكن أن يقدمها من أجل اتفاق مع السعودية، قال نتنياهو إن “بإمكاني القول ما لن أكون مستعدا لتقديمه، وهو أي شيء سيهدد أمن إسرائيل. لن أفعل ذلك”.
وأضاف أن “القضية الفلسطينية تدخل دائما إلى التقارير (الإعلامية) حول المحادثات، وهذا أشبه بشيء ينبغي تجاوزه، وعليك القول إنك تقوم بذلك”.
وسعى نتنياهو إلى إعطاء أهمية ضئيلة لحل الدولتين في المحادثات مع السعودية. “هل هذا قيل في الغرف المغلقة؟ هل تم بحث هذا الأمر في مفاوضات؟ بإمكاني القول إن هذا حدث أقل من الاعتقاد السائد”.
وردا على سؤال حول ما إذا قيام دولة فلسطينية هو “خط أحمر”، زعم نتنياهو أن “هذه لن تكون دولة فلسطينية. هذه ستكون دولة بسيطرة إيرانية. ولن تحصل على دولة فلسطينية، وإنما على دولة إرهاب إيرانية”.
وتابع “أنا أقول طوال الوقت إن الطريق الوحيدة التي يمكن أن يكون فيها اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين في المستقبل، هو أن تبقى إسرائيل القوة الأمنية العليا في المنطقة، وإلا فإننا سننهار، وهم سينهارون أيضا”.