وفاة 7 آلاف و600 شخص خلال عامين في مستشفيات إسرائيليّة بعدوى كان يمكن الوقاية منها
في عامَي 2018 و2019، توفي نحو 7600 شخص في إسرائيل، نتيجة الإصابة بعدوى في المستشفيات || تُظهر المعطيات أن عدد الوفيات من الإصابة بتجرثم الدم، أعلى من عدد الوفيات التي يسبّبها سرطان القولون وسرطان الثدي كذلك.
توفي نحو 7 آلاف و600 شخص خلال عامين فقط، من جرّاء إصابتهم بعدوى، تعرّضوا لها خلال تلقّيهم العلاج في المستشفيات الإسرائيلية، وكان بالإمكان تجنّبها؛ بحسب ما أفاد بحث طبيّ.
وأصدرت وزارة الصحة، اليوم الإثنين، تحذيرا لمديري ومسؤولي المستشفيات، من ارتفاع نسبة الإصابة بتجرثُم الدم الناجم عن عدوى بكتيريّة، تتواجد بشكل رئيسيّ في الأقسام الداخلية للمستشفيات.
وخلال الرسالة التحذيرية التي بعث بها مدير “المركز الوطني للوقاية من العدوى” في وزارة الصحة، البروفيسور يهودا كرملي، استند إلى نتائج معطيات بحث، كشَف أنه في عامَي 2018 و2019، توفي نحو 7600 شخص في إسرائيل، نتيجة الإصابة بعدوى في المستشفيات.
وتُظهر المعطيات أن عدد الوفيات من الإصابة بتجرثم الدم، أعلى من عدد الوفيات التي يسبّبها سرطان القولون وسرطان الثدي كذلك.
كما تشير تقديرات النظام الصحيّ في إسرائيل إلى أن ما بين 4 آلاف و6 آلاف شخص يموتون كل عام، بسبب العدوى في المستشفيات، بحسب ما أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في موقعها الإلكترونيّ “واينت”.
ونحو 30 في المائة من الوفيات الناجمة عن العدوى في المستشفيات، ناتجة عن تجرثُم الدم، والذي يمكن أن تسبّبه مجموعة متنوعة من البكتيريا.
وأكد كرملي في رسالته التي وجّهها لمديري المستشفيات، أنه “يمكن منع جزء كبير من حالات تجرثم الدم المكتسبة في المستشفيات، ويمكن تقليل الوفيات من خلال الإجراءات المتعمدة”.
وذكر أنه “على المستوى الوطني، لا تحظى قضية تجرثم الدم المكتسب، خارج وحدات العناية المركزة، بالاهتمام الكافي”، غير أنه أشار إلى أنه “منذ عام 2012، سُجِّل انخفاض بنسبة 50 في المائة في معدل حالات تجرثم الدم، التي زادت خلال سنوات كورونا، وتراجعت مرة أخرى في عام 2021، وتتجاوز سرطان القولون وسرطان الثدي”.
وشدّد على أن “الغالبية العُظمى من حالات تجرثم الدم، (تحدث) في الأقسام الداخلية. ومع ذلك، فإن الوضع خطير في (الأقسام) الأخرى أيضًا”.
ولفت إلى أنه “في وحدات العناية المركزة، حتى بعد تسجيل انخفاض بنسبة 50% في الإصابة، لا تزال معدلات تجرثم الدم، أعلى بكثير من تلك المسجّلة في الولايات المتحدة ودول أخرى”.
أما بالنسبة للمعطيات المتعلّقة بالوفيات، فيؤكد كرملي أنه “في هذا التقرير، لا يوجد قياس وترجيح لعوامل الوفيات الإضافية”؛ مشددا على أن “إمكانيات الوقاية من حالات تجرثم الدم المكتسبة في الأقسام، ليست مستنفَدَة، وأن الجهود الإدارية مطلوبة، لمنع جزء كبير من هذه الحالات، وتقليل عدد كبير من حالات الوفاة”.
وبحسب أحد مديري المستشفيات، الذي لم يسمّه “واينت”، فإنه “من المنطقيّ التعامل مع الظاهرة على الأقل، بقدر ما استثمرنا في (محاربة) كورونا”.
وقال إن “هناك مرضا يمكن الوقاية منه، وفي كورونا كنا مستعدين لفرض عمليات إغلاق طويلة، لمنع عدد محدود من الوفيات… واستثمرنا المليارات… هناك ظاهرة يمكن منعها من خلال موارد إضافية… هذا يجب أن يكون أولوية وطنية”.
وشدّد على أنه “إذا استثمرت الدولة ما بين مليار وملياري شيكل، فسيكون من الممكن إنقاذ الأرواح من خلال شراء المزيد من المعدات المناسبة، وتدريب الكوادر”.
وأضاف: “لقد وصلنا إلى الوضع الحاليّ، بعد الاستثمار المستمر في الوقاية من العدوى… ولا يزال هناك طريق طويل لنقطعه في هذا الأمر… السكان يتقدمّون في السنّ، ويمرضون ويحتاجون إلى دخول المستشفى، وتتركز العدوى أثناء العلاج في المستشفى؛ هذا شيء يجب منعه”.