المطران يوسف متّى: وقفتنا اليوم ستلفت الانتباه وتضع الدولة أمام تساؤل مصيري وهو:إلى أين سنصل؟
تشهد ساحة دير مار الياس على قمة الكرمل في حيفا، وقفة صلاة وتضامن احتجاجا على الاعتداءات المتكررة على الدير من قبل مجموعة دينية يهودية متطرفة، بدعوة من المطران يوسف متّى، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الكاثوليك. وشهد هذا اليوم اجتماعات ولقاءات مكثفة لسيادة المطران منها مع عدد من الأساقفة ومسؤولين في الشرطة واتصالات مع جهات رسمية داخلية وخارجية، وقبل الوقفة بساعة أجرت “الصنارة” لقاء قصيرا مع سيادته حول الوقفة وأبعاد الاعتداءات العنصرية والخطوات المستقبلية.
ماذا رشح عن اجتماعاتكم المكثفة اليوم وماذا كان الهدف منها؟
المطران متى: اجتمعنا أولا مع الأساقفة بهدف التحضير لوقفة الصلاة في المساء، كما أجرينا مراجعة لكل الوضع واتصالاتنا التي قمنا بها محليا وخارجيا، حيث ستحضر مجموعة من الدبلوماسيين الأجانب في الأول من آب القادم ليطلعوا على الوضع وعلى مسألة الاعتداء على الدير تحديدا.
كما راجعنا اتصالاتنا مع الوزراء وخاصة الأمن الداخلي والأديان والوزارات المعنية، حيث سنطالبهم في وقفتنا اليوم، باتخاذ مسؤولياتهم وايقاف الاعتداءات على دير مار الياس من قبل الجماعات المتطرفة.
هل حصلتم على ردود مباشرة من المسؤولين؟
المطران متى: ما حصل فقط مراسلات، ونحن ننتظر رد وزارة الداخلية لكن لم نتلق أي رد حتى الساعة، لا توجد ردة فعل عملية في الموضوع للأسف.
لقد شهدنا تضامنا واسعا من أبناء شعبنا العربي من مسلمين ومسيحيين، وكذلك من يهود معتدلين، كيف تنظرون إلى هذا التضامن الواسع؟
المطران متى: هذا أمر نفتخر به، ويدل على العلاقات الطيبة بين أطياف مجتمعنا العربي. وقد قمنا في السابق بالتضامن مع اخوتنا أمام اعتداءات على رموز دينية تخصهم. واليوم نشهد هذا الالتفاف المبارك حول مار الياس المكرّم من قبل كل الديانات وبضمنها اليهودية، حيث حضر ربانيم يهود معتدلين مما يدل على رفضهم للاعتداءات، وهم لا يرون أن تلك الفئة تمثل اليهودية التي يعيشونها.
هل من خطوات مستقبلية بشأن الاعتداءات على الأماكن المقدسة؟
المطران متى: نحن على مفترق طرق. ونحن لن نكف عن الدفاع عن حقنا بالمكان رغم ادعاءات المعتدين الباطلة، ونحن في تواصل مع السلطات والوزارات لايقاف المعتدين، وإلا سيكون تصعيد آخر في قنوات أخرى. أظن أن وقفتنا اليوم ستلفت الانتباه وتضع الدولة أمام تساؤل مصيري وهو إلى أين سنصل؟
أوجدت هذه الأزمة صحوة جديدة على صعيد أبناء الكنيسة، ألم يحن الوقت لأن يأخذ العلمانيون دورهم على صعيد الكنيسة وخاصة الشباب، على ضوء الدور الذي قاموا به خلال هذه الأزمة؟
المطران متى: لم نغفل يوما دور العلماني في حياة الكنيسة، وهو دور هام بلا شك، في الحياة الرعوية لأنه في تواصل مع كل الهيئات، لذا حضوره وتواصله مهم جدا. كما كانت لنا وقفات عديدة مع الشباب، وفسحنا لهم المجال ليعبروا عن آرائهم ومشاعرهم، وضروري في المستقبل أن يكون لهم دور أكبر، وهذا يستدعي الكنيسة لبناء منتديات للشبيبة ليكون لم صوت ودور في العمل الرعوي والكنيسة.