أخبار محليةفنمن بلادنا

طلاب عرب ويهود من النقب يشاركون بمشروع ‘الصحراء من حولي‘

ما الذي يحدث عندما يلتقي شبيبة عرب ويهود في قلب الصحراء، ويقررون سوية صنع فيديوهات؟ من خلال مبادرة جديدة مسماة “الصحراء من حولي”، تناول سكان الصحراء من الشبيبةمواضيع صحراوية ملتهبة – والنتيجة أمامكم.
افتتاحية الفيديو الفائز في مسابقة مشروع “الصحراء من حولي” كانت جملة “المستقبل لم يعد هنا”. ما الذي يعنيه ذلك بالضبط؟ 
مع تتالي لقطات الفيديو، تتضح الصورة أكثر ويفهم قصد معدّي الفيديو وهم – طلاب المدارس الإعدادية في مدرسة شاعر هنيجيف. حيث يُظهر الفيديو الوضع المستقبلي للطيور الصحراوية في البلاد، مثل العقاب والحجل والنسر – فإذا لم نعرف كيف نحميها، ستصبح في المستقبل ذكرى بعيدة، وسيتم عرضها في متاحف الطبيعة. لخص الطلاب الفيديو بهذه الكلمات: “نريد طبيعة – لا حيوانات محنّطة”.
صانعو الفيديو الذي أتحدث عنه هم الفتية المشاركون في مشروع “الصحراء من حولي”، وهي مبادرة شبابية جديدة للجمعية الإسرائيلية للإيكولوجيا وعلوم البيئة، بادر اليها كل من “زاڤيت في التربية” و”برنامج جلوب”، وهي برامج دولية للتعليم البيئي عن طريق الإنترنت، يديره مركز البحث العلمي لعلوم الأرض في جامعة كولورادو تحت رعاية وكالة ناسا. يسعى المشروع الجديد إلى رفع مستوى الوعي بين الشباب اليهود والعرب – الذين يعيشون في الصحراء – حول تأثير الإنسان على البيئة الصحراوية.

الصحراء مليئة بالتحديات
يعد النظام البيئي الصحراوي من أكثر الأنظمة المدهشة في العالم. وتتميز بطبيعة برية ونادرة، وتفاعلات فريدة بين الكائنات التي تعيش هناك، والتي تتكيف مع هذه البيئة القاحلة. الصحراء ليست غريبة على سكان البلاد. فما يقارب نصف مساحة بلادنا عبارة عن صحراء، وفي السنوات الأخيرة – تمر صحرائنا بعمليات معقدة: التواجد البشري المتزايد في هذه المنطقة – كزائرين وخاصة كمقيمين – يؤثر على هذه البيئة، ويضر بها وببقية الكائنات الحية التي تعيش في أراضيها، نباتات وحيوانات. يحدث هذا الضرر أشكال مختلفة؛ على سبيل المثال، وجد بحث إسرائيلي أن التلوث الضوئي في هذه المنطقة يضر بأنماط شرب الخفافيش الصحراوية وبالتالي يضر بهذه الأنواع.
في نفس الوقت الذي يؤثر فيه الإنسان على البيئة الصحراوية، قد تتسبب أزمة المناخ، التي تغير طبيعة مناطق واسعة في العالم، في حدوث التصحّر – وهي عملية تصبح فيها منطقة جافة نسبيًا أكثر جفافاً؛ في هذا النوع من الحالات، حتى الحيوانات التي اعتادت على ظروف الصحراء سيتعين عليها التكيف مع بيئة أكثر جفافاً.
أدت هذه العمليات – وأهمية التعرف عليها – إلى ظهور برنامج “الصحراء من حولي”، الذي شارك فيه ما يقارب 200 طالب وطالبة في المرحلة الإعدادية من 6 مدارس مختلفة في بلدات مختلفة: ديمونة، وشعار هنيغف، وكريات ملاخي، وأبو قويدر، وأبو تلول، وأبو قرينات.
ركز البرنامج على القضايا البيئية الرئيسية: العلاقة بين أزمة المناخ والصحراء، وعملية التصحر والصيد والتسمم وتأثير الأنواع الغازية على هذه المنطقة، ووجود زائرين في الصحراء وكذلك الأنشطة الاجتماعية مثل المهرجانات والحفلات الموسيقية – التي تنتج النفايات والتلوث الضوئي والتلوث الضوضائي وغير ذلك. تعمق الطلاب في كل قضية من هذه القضايا، وشاهدوا محاضرات من قبل خبراء وباحثين (يعيشون أيضًا في الصحراء) – وأخيراً تعلموا دروسًا في التصوير الفوتوغرافي والتحرير حيث أنشأوا فيديوهات حول هذه القضايا.
تقول ديكلا غيش، المنسقة التربوية للبرنامج، ومعلمة ومركزة موضوع العلوم والبيولوجيا في المدرسة البلدية “هـ” في حيفا، “أردنا منح الطلاب المعرفة حول البيئة الصحراوية التي يعيشون فيها، وزيادة وعيهم بالعمليات المختلفة التي تحدث فيها من خلال دروس ولقاءات مع علماء في هذا المجال – وإشراكهم بنشاطات من أجل بيئتهم المنزلية”. “هدفنا هو أن يعمل الطلاب على نشر المعرفة حول هذا الموضوع وجعلها في متناول عامة الناس، مع التركيز على أبناء الشبيبة الآخرين.”

” الصحراء هي لجميعنا “
في نهاية البرنامج، قدم مبتكرو الفيديو يارون بن هورين وبار ستيفانسكي للطلاب ورش عمل للتصوير الفوتوغرافي لمنحهم الأدوات اللازمة لعمل مقاطع فيديو قصيرة تتناول القضايا التي تعلمها الطلاب، مثل النفايات في الأماكن العامة، والحفاظ على الحيوانات الصحراوية والمزيد.
“هذا مشروع يستهوي مجموعات سكانية متنوعة ويسمح لهم باكتساب أدوات لإحداث التغيير”، يقول ستيفانسكي (أحد المرشدين, من Creative Change)، ويضيف “خلال ورشات العمل، قمنا بتعليم الطلاب كيف يمكن إحداث تغيير في المجتمع والتأثير على نوعية حياتهم – بمساعدة الفيديو؛ على سبيل المثال، قامت المجموعة التي فازت بالمركز الثالث في المسابقة، والتي لديها كمية كبيرة من النفايات بالقرب من مكان إقامتها – بإنشاء فيديو باللغة العربية حول هذا الموضوع، والذي قد يرفع الوعي بين سكان المنطقة وربما يؤثر أيضًا على صانعي القرار لإنشاء بنية تحتية مناسبة لإزالة النفايات على الفور”.

” نلتقي بالصحراء “
من مميزات البرنامج هي التعليم المشترك: حيث التقى الطلاب اليهود والعرب مرتين، في فعاليات سمحت للمشاركين بالتعرف على بعضهم البعض حول قضية مشتركة. “الشيء الذي يربطنا جميعًا في هذا البرنامج هو الصحراء – كمكان للعيش”، كما تقول عدي ليفي، مرشدة قطرية في برنامج جلوب إسرائيل للتعليم البيئي ومركزة البرنامج. “خلق المشروع فرصًا للتعاون والتواصل بين اليهود والعرب؛ فقد أقام طلاب ديمونا وشاعر هنيجيف اتصالات مع طلاب بدو يعيشون على بعد كيلومترات قليلة منهم – في لقاء ربما لم يكن ليحدث لولا هذا البرنامج”.
قام بتلخيص البرنامج وتأثيره المباشر عليه أنس أبو عشيبة، الطالب في مدرسة أبو قرينات قائلاً “كان تصوير الفيديو الخاص بالحفاظ على البيئة الصحراوية تجربة رائعة بالنسبة لي”. “لقد تعلمنا عن قيم الحفاظ على الطبيعة وأهمية حماية التنوع الفريد للكائنات الحية في الصحراء. أعطاني البرنامج أدوات ساعدتني على فهم أننا بحاجة إلى العمل معًا لحماية البيئة.”

* أعدت المقال زاڤيت – وكالة الأنباء التابعة للجمعية الإسرائيلية لعلوم البيئة 


محاضرة في حفل التخريج – تصوير  ” همدبار سفيفي – الصحراء حولي “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content