توصيات هامّة للوقاية من "دوار الحركة" قبيل السفر والرحلات
أوضح اختصاصي في طب الأعصاب من مستشفى كليفلاند كلينك، الدكتور نيل تشيريان، أن هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للوقاية مما يعرف بـ “دوار الحركة” ولا سيّما مع توجه الكثير من الناس خلال هذه الفترة من العام لقضاء إجازاتهم في الخارج، حيث يخشى البعض تعرضهم لهذا النوع من الاضطراب الذي يحدث نتيجة ركوب السيارات في مسارات وعرة أو الرحلات الجوية المضطربة أو ركوب القوارب في أنهار ذات تكوينات صخرية.
وقال الدكتور نيل تشيريان، اختصاصي طب الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك: “إن دوار الحركة هو اضطراب شائع يصيب الجهاز الدهليزي أو نظام التوازن، والذي يشمل، على سبيل المثال لا الحصر، الأذن الداخلية. وتتراوح الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب بين الغثيان والتعرق والدوار وذلك نتيجة تحفيز الجهاز الدهليزي بطريقة غير متوقعة”. لافتاً إلى أن دماغ الإنسان يستشعر الحركة من خلال تلقي إشارات من الأذنيين والعينين والعضلات والمفاصل. وعندما يكون هناك انفصال بين ما تخبرك به أذنك الداخلية، وبين ما تراه عيناك والوضعية التي يتحرك بها جسمك، فقد لا يدرك عقلك كيفية معالجة هذا التفاوت أو الانفصال. على سبيل المثال، قد يصاب الأفراد بالغثيان لأنهم لا يستطيعون رؤية الاضطراب الذي يتسبب في تحرك الطائرة من جانب إلى آخر”.
دوار الحركة هو اضطراب أكثر شيوعاً لدى الأطفال منه
ونوّه الدكتور تشيريان إلى أن دوار الحركة هو اضطراب أكثر شيوعاً لدى الأطفال منه لدى البالغين مشيراً إلى أنه في حال حدوث هذا الاضطراب للمرة الأولى في وقت لاحق من العمر- بعد سن الثلاثين – فقد يشير ذلك إلى نوع من الاضطراب في الأذن الداخلية، أو قد يكون نتيجة لصداع نصفي سابق، أو في حالات أقل تكراراً، قد يشير إلى مشكلة أكثر خطورة.
وفيما يتعلق بطرق الحد من أعراض دوار الحركة، لفت الدكتور تشيريان إلى اختيار مكان الجلوس يمكن أن يحدث فرقاً في تقليل فرص الشعور بالاضطراب سواءً كانت الرحلة بمركب أو طائرة أو قطار أو حافلة أو سيارة. إضافة إلى أن القدرة على التنبؤ بحركة المركبة أو النظر خارج السيارة يمكن أن يقي من دوار الحركة في كثير من الأحيان.
وأشار الدكتور تشيريان إلى أن المقعد الخلفي في السيارة يُعد المكان الأكثر شيوعاً للإصابة بدوار الحركة. وقد يمنحك المقعد الأمامي في السيارة، أو المقصورات الأمامية في القطارات، أو السطح العلوي للقارب أو المقاعد القريبة من أجنحة الطائرة، رحلات أكثر سلاسة. ويُنصح الأفراد بإراحة رؤوسهم على مسند – إن أمكن – لتقليل الحركات غير المتوقعة والوقوف عند الشعور بالغثيان”.
وأوصى الدكتور تشيريان أيضاً بأهمية تجنب عوامل التشتيت مثل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والكتب، لافتاً إلى إمكانية أن يتفاقم دوار الحركة عند القراءة أو استخدام الهاتف الذكي أو السفر في طريق عاصف. وقد يكون من المفيد أيضاً محاولة النظر بعيداً إلى الأمام خلال الرحلة.
أهمية التركيز على الطعام الذي يتم تناوله قبل الرحلة وخلالها
وشدّد الدكتور تشيريان على أهمية التركيز على الطعام الذي يتم تناوله قبل الرحلة وخلالها، حيث ينبغي تجنب الكحول والأطعمة الدهنية مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء والحصول على قسط كافٍ من الراحة في الساعات التي تسبق السفر. ويمكن للأفراد خلال السفر تناول البسكويت الجاف مع الحرص على تجنب دخان السجائر.
وفي حال أُصيب الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاماً بدوار الحركة، يوصي الدكتور تشيريان يوضعهم في المقعد الأمامي للسيارة. وإذا كانوا أصغر سناً، فيمكنهم الجلوس في المقعد الأوسط حتى يتسنّى لهم النظر إلى الأمام على طول الطريق.
علاج دوار الحركة
وأوضح الدكتور تشيريان أن هناك مجموعة متنوعة من مضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية والتي يمكن أن تساعد في الوقاية من دوار الحركة وعلاجه، أو يمكن للأفراد محاولة ارتداء عصابات وأساور دوار الحركة أو اتباع طرق أخرى طبيعية بعد مناقشة ذلك مع الطبيب.
وأضاف: “تعتمد عصابات وأساور دوار الحركة على الوخز بالإبر أو نقاط الضغط. وبالنسبة لبعض المرضى، يمكن أن تكون مفيدة جداً وبأسعار معقولة بشكل عام، كما أنها تمثل أيضاً خياراً خالٍ من الأدوية. وتشمل الخيارات الأخرى غير الدوائية العلاج بالروائح مثل الزنجبيل أو اللافندر”.
ولفت الدكتور تشيريان إلى أن الأشخاص الذين يعانون من دوار الحركة هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي، لذا فإن علاج الصداع النصفي يمكن أن يساعد في علاج دوار الحركة في بعض الأحيان.
يوصي الدكتور تشيريان بوضع اللصاقة على الجلد خلف الأذن، وبالنسبة للأفراد الذين يعانون من دوار الحركة الأكثر حدة، فإن حبوب سكوبولامين التي يتم صرفها بموجب وصفة طبية أو لصاقات الجلد تُعد أيضاً خيارات أخرى. ويوصي الدكتور تشيريان بوضع اللصاقة على الجلد خلف الأذن للمساعدة في منع دوار الحركة لمدة تصل إلى ثلاثة أيام.
واختتم الدكتور تشيريان: “ينبغي على الأفراد متابعة الأعراض وتحديدها، وعند الشعور بالقلق بشأنها أو أصبحت شديدة أو مزعجة، ينبغي الاتصال بالأطباء المختصين”.